PNGHunt-com-2

حديث العشاق :الشاعر عقيل حاتم الساعدي

حديثُ العشاق

أَخفيتُ سرًّا ودمعُ الشــوقِ بـوَّاحُ
‏‎ونظـــرةُ العينِ تعليلٌ وإيضاحُ

‏‎كم مِن شهيدٍ قضى في عينِ فاتنةٍ
كأنَّما اللحظُ للعُشَّاقِ ذبَّاحُ!

قد قيلَ إنَّ  عيونَ الحورِ أجنحةٌ
‏‎لتَرتَقِي في ســما الرحــمنِ أرواحُ

فالعشقُ نورٌ وليلُ الصبِّ ينشدُهُ
‏‎ما مثلُهُ لنـــفوسِ الناسِ إصــلاحُ
‏‎
كالغــيثِ تمسي به الأزهارُ راقصةً
في إثرِهِ مُلئتْ بالخمرِ أقداحُ

وكلُّ أهلِ الهوى من فيضهِ سكِروا
‏‎والطَّــيرُ مُذ ذاقهُ شادٍ وصَـــدَّاحُ

وعزفُهُ لبديعِ الكونِ مُنفَرِدٌ
وشعرُهُ للفتاةِ الحيِّ مدَّاحُ

يَروِي لنا عن جَمالٍ في السَّماءِ وعن
‏‎حـــدائقٍ حولها فلٌّ وقِــدَّاحُ

عن قاصراتِ عيونٍ صُغنَ أغنِيَةً
‏‎كأنَّهـــنَّ بعينِ الفــجرِ إصـــباحُ

حديثُــهنَّ كعزفِ الـــعودِ مُتَّسِقٌ
‏‎وهمــسُهنَّ لبــابِ الــقلبِ مِفــتاحُ

وعطرُهنَّ شذى النوروزِ يَحسُدُهُ
‏‎لأنَّـــهُ مُفـــــعَمٌ بالعشقِ فـــوَّاحُ

في روضةٍ بجميلِ الزَّهرِ قد نُثِرَت
‏‎فيها بكأسِ المُــنى للعاشــقِ الرَّاحُ

يقولُ والحرفُ في أنغامِهِ شجنٌ:
لم ينجُ عندَ خضمِّ الموجِ سبّاحُ

‏‎لن يُفهَمَ العشقُ مِن شعرٍ وفلسفةٍ
‏‎أو تنـــفَعَ النَّاسَ آياتٌ وشُــــرَّاحُ

لو أنهّم علِموا مكنون روعتهِ
ما فارقوه ولا عن ناره انزاحوا

‏‎ وأصبَــحوا كأنــــينِ النايِ ما سكتوا
بالشَّوقِ دمعًا مع الآهاتِ كم باحوا!

ريحُ الصَّبابةِ يومَ البعثِ يُدرِكُها
‏‎مَن ظنَّ جهلًا بأنَّ الحُورَ أشباحُ

سيَعلَمُ القوم ما في الحبِّ مِن عِظَمٍ
‏‎وأنَّهُـــــم في حياةِ الطــينِ سُــوَّاحُ

2016

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي