رثاء الشاعرة سعاد محمد بذكرى رحيل والدها /رحمه الله
عامان، يا حبيب، يعلنان عن استغرابهما؛ كيف أنّ معالمك لم تنقصْ بعد الرحيلِ، بل تزيد...
لروحك (شفيعتي) السلام يا أبي..
----------------------------------------
الغلبةُ للأحباب..
كنحّاتٍ بُترتْ أصابعُهُ..
تُحيّدُ الموتَ الحياةُ..
حين تنهزمُ سلطتُهُ أمامَ الأرواح!
يتنحّى جانباً..
ويتركُكَ تجني مفاهيمكَ عن الرّضا..
فللأفكارِ الطّيبةِ أفواهٌ كثيرةٌ..
والنّفسُ العزيزةُ تطحنُ أوجاعها، ليضحكَ الضّيف!..
أهذا هو الموتُ الذي يتحدّثون عنه يا أبي?!..
الغولُ الدّمية، يخيفكَ حتّى تبكي عظامُكَ..
وحين يرسلُ لك( من شمّسَ الشّمسَ، ومن قمّرَ القمرَ)..
مساءً في يده وردةٌ، ليراقصك رقصةَ التّصبّرِ..
تتبسّمُ، وتتعلّقُ في عنقهِ كَشالٍ!.
لا كما يقولون، أنّي وقعتُ في شِباكِ ظِلِّكَ أسيرةً..
ولا أنّ الدمعَ صارَ صهرنا..
كلُّ ما في الأمرِ..
أنّي سبقتُ رحيلَكَ بفعلٍ ذي بعدٍ حداثيٍّ..
نحتُّكَ في ذاتي تفصيلاً تفصيلاً،
ونقلتُ صفاتِكَ الحميمةَ في نهر دمي إلى أصفى تكويني..
فحينَ مشينا خلفَكَ نستحلفُكَ البقاءَ، صمتَّ
استودعناكَ أرضَكَ الّتي تحبُّكَ..
وأوصينا بك أولادَكَ الأشجارَ..وعدْنا
لأجدَكَ صبيحةَ التقبِّلِ، تطلُّ عليَّ من قلبي..
وتسلّمُ عليَّ!.
لن أخبرَ صيدليّةَ الأيّام، كيف تعافت حواسّي؟..
ولن أشرحَ للحزنِ، كيف لغائبٍ في عرفِ الحياةِ..
أن يفتحَ لها البابَ، لتدخل، كلَّ غدٍ..
فالغلبةُ للأحباب...
يا أبي..
ما زالت الأسماءُ تسألني عن اسمي، وقد أرهقتَها وأنت تقيسُ لي منها ما يليق بي..
(بمازورة قلبك)!..
ومازالَ معصمي يردِّدُ ما قالتهُ له يدكَ، حتّى لا ينسى العبورَ الأخصرَ
ولبلابُ صوتِكَ يعرّشُ على حنجرتي..
لأنطقَكَ حين تُحدّقُ بي الحفرُ!..
يا لأبوّةِ الجسدِ، أيّها المحتلُّ الحبيب..
هيكلٌ أنا، وأنتَ ساكني الوحيد!..
تعليقات
إرسال تعليق