PNGHunt-com-2

قراءة وتعليق الناقد غازي أبو طبيخ الموسوي لنص الأديب جاسم السلمان


في البدء لابد من القول إنها أجمل بوح في ترقيع خيباتنا)?!!
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
متعة الأحلام المجانية تدمن النوم لتبقى قارة فسيحة أو جنةِ إنتظارِ مجانيةٍ تتسع بالسكون  وتراهن على العيش بين ميراث الحب والحرب مثل محارب جريح نفذت ذخيرته وخريطة آلامه مغلقة على ذاتها كأشد مكابدة يتلوى في عراء الوجع وجسده يعبق بروائح الموت قبالة برمجة الفيروسات والشذوذ  لمواكبة متغيرات العصر المتمدن الذي يحكمه احفاد البقرة الصفراء الفاقع شكلها جراوي التي واللتيا الذين ما انفكوا يستبدلون الأروائح المشبعة بالكبرياء والود باشياءٍ مضادةٍ واوقاتٍ معولمة مستغرقة في رعاية الفاجعة واحتضان الغرابة البليدة وعواصف القمامة اليومية وأنّى شئنا من مجازات الوجع وافلاس الذاكرة، لازلنا نتواطئ وننقسم نصفين نصف في التابوت ونصف آخر مسيّج بالعتمةِ وزخرفة مدنٍ موحشة، بعيداً عن دعوات العنفوان وصرخةٍ اطلقها بدوّي ثمل ايها الناس كيف تناموا على الذلِ وفيكم عرق ينبض? تتحملون سياسة التفريغ واسلوب المحو على مرأى منكم جميعا ولامزاج ينبض وينتعش ولهُ الجرأة ان يدور وينتفض مثل رأس الحلاج نسيَ ان يموت صار اكثر عنفوانا من قصائد المتنبي ومالارميه واجمل من لوحات ليلى العطار وفان كوخ واكثر ابداعا من روايات البرتو مورافيا واحلام مستغانمي واجمل رومانسية من اغاني الساهر وسيلين ديون، كان رأس الحلاج يحتاجُ الى عزلة لينال حصتهُ منها كان يريدُ ان يسدَ الهوةَ بين الناس والآلهة وافكارٍ اصيلةٍ ومدهشةٍ تملأ هذا الكوكب حباً وحكايات سندباد والرحلات ،هو وريث هابيل اول شهيد فخم في الأرض دمه نداوة عشب لايحب الغرباء والثرثرة يغمرهُ الحياء ولايفتش عن الأسرار في الأوراق العتيقةِ كان هذا قبل ان يأتي الغراب ليواري سوّوته ويدسهُ في التراب ليطهر روحه من وجعها داعيا ربه ها انا جئتك طفلا بريئاً الوذ بذكرياتي القصيرة ابحثُ عن امرأتي"حيرام" عن أشيائي التي لاتخلو من جاذبية وصيحات خجلة دون رب يحميهااو رغيف يشبع الجوع أو بعض بشارة حتى وإن كانت بعلبٍ مسلفنة وشغّيلة روبورتية وباخراجٍ هتشكوكي "هكذا والا فلا لا" لتبقى العصافير تضحك من صمت خَيال المآته وترحل ولابد للوعول ان تشبه وجه الفقراء تغزو غزلانها وترمم رغبة اجسادها تستدرج الصياديين نحو حيض الاناث كي يمسحوا غبرة الخوف عن وحشةِ فراغٍ طويلٍ وبمذاقِ عسلٍ بحجم الوطن، لامناص فمولانا محيي الدين لايتيه في البراري والطرقات ولا يتململ مرقده حتى يوَقر جميع الخلائق صارخا مكان لايؤنث لايعول عليه،ادين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني من صدقت سريرته انفتحت بصيرته ومن صدق مقامه استقام حاله وليس الدين كثرة صوم وصلاة انما الدين خوفك من الله من عرف نفسه عرف ربه كيف لا وهو سلطان العارفين، فالأحلام لاتبقى  صمت وعهر سنين ستسبق لياليها وتغرق في الصهيل وانّى إمرأة أخرى تخصفُ نعليها خارج  المألوف ستكون غير مصنّفة وغير معترف بها ثيّبةً كانت او ابكارا،هذا وعُمُو وصَمُو حتى آخر الأمنيات وليكون الطوفان على من أنكر وسفينة نوح حاضرة لمن صَدَق ولم ينكر ،يركبُ فيها من يركب الأصايل او الحمير إلا أم عامر المستأنسة برقصةِ وحشي وهند ٍآكلت الكبود فوق جثة حمزة صياد الاسود وهو يأخذ كتابه بيمينه ويسير بخطواتٍ واثقةٍ وراء الوقت متنعما بشجرة الخلد ومنتشياً بصوت بلال الذي اخترع الاوهام والتهم تفاحة الله من كل الجهات منادياً من دخل دار ابى سفيان آمن، حفاظا على مزاد المقابر التي تسرَّ الناظرين وتفتخر باكبر مدينة للموتى الغُمّان والموتى الأحياء الذين يدمنون الوجع والأوهام فهزلوا وصدأت بنادقهم وظلوا يصومون بأنتظار ان يصلبوا لأجل اصنامهم ونسوتهم وعلى مقربة من عظام الرعية المتسارعة في لهاثها لاطالة البقاء الى مالانهاية، قضي الأمر فآلهتنا المخمورة سهلة الترويض حديقة خلفية للعشاق المفلسين وماطاب من فراغات مترهلة للإستمناء وزمكنات مسيجةٍ غاصة بارطال اللحم النئ الذي لاتستسيغه الذئاب ويستهوي آكلات الجيف، فللبيت رب يحميه لان المشاهد متآلفة والسيف مثلوم مسلسل هزائم لاينقضي يسوّق يوتوبيا الدهشة بدم القطا ويغسل النخيل بحوارٍ قبل ان
يرتد له طرفه وقبل ان يرف جفن الوحشة الآهلة دراميا ،وماعرفنا هذا باطلا فقنا السيئات ووزعنا بلا اثم ولاخجل ليكون كرمك لامحدود ينسينا الفراغ الثقيل مابعد الكولونيالية التي كان ابهامها الكبير لاعبا لزجا بمؤخرات اصحاب السمو والجلالة والمعالي والسيادة والسنتورات آيات الله الذين لايزالون يفصلوّن خارطة الافخاذ البضة على مقاساتهم ويرمون للرعية والرعاع قوافل سمانٍ من النفايات وكل الدم القرمزي الذي يسيل ويسقط بجبِ العمامةِ والعولمةِ أسفاً والكوابيس الملتحفة بفراغٍ احمقٍ هي صبغة الله تتصنعُ الحبور والثبور اسافل ظنونها تتهاوى بوجعنا،منذ الطوفان ونحن نسرج الخيبة برفقة اللامبالاة والخوف نجلس القرفصاء والبقية الباقية من ايامنا تسقط من فهرس التقويم ويصبح الفراغ الهائل الشبيه بالكارثة مبرمجاً بالغلّ والكراهيةِ، والذين يترعون دنان العسل العذري ويكنزون المتعة والدولار يتسابقون قياما وقعودا ليوقعوا صكوك الموت اليقظان بزنزاناتٍ غاطسة بالإفك  والديماغوجيا واسفلت الشوارع ومصارعة ثيران مقدسة وبهدوءٍ وطمأنينة ليبقى الوطن لقيطاً دون ربٍ يحميه ودون مجرة حنين كومة عظام تمتصها السعالي والسحالي في دهاليز منسية: وطني لم يكن يوما لقيطا ولن يكون سوى آلهة نرجوا رضاها ونتوسد قرابينها هو رائحة المسك التي شممتها في الساتر المتقدم والحجابات المرصوفة بالدمِ في نخيل الأزل تحت قوس النار والصبر الجميل، سأوقدُ شمعتك في الريح ككركرة طفلٍ او اكثرُ وكبرياءك الناصع اليقين يتوسد طيب ثراك حتى لايخترق الرمح هامتك وهواك  وشناشيلك المذاق تعرجُ على الشرفاتِ مراكب هوى باخراجٍ سماوي هذه المرة ولتبقى الصرخة كالسدرة تدغدغ الامل وتتكاثر دونما عجم ولاتتر?
!Jassim alsalman..l
================== في البدء لابد من القول أنها أجمل صورك..لكنها صورة عاقلة بإزاء نص مجنون..ولكن لمَ الاستغراب،فقد أشر هذا الجنون قبلنا كل من الناقد Jamal Kyse ،والاديبة نائلة طاهر ،وكلاهما متخصص بهذا اللون من البوح المنهمر الذي يشبه تيار الفيض الجارف والذي يفاجئ المتلقي بعد كل سطر بما لايتوقع..
هذا الإسلوب المتحدم بين تيار الوعي والتداعي الحر يصعب بل يستحيل ان نحاوره عن طريق التفكيك يا أستاذ برهان حربا الغالي..
إنّ أية محاولة للتفكيك ستوقع النص في مازق التشظي،بينما هو في وحدة من نوع بالغ الخصوصية..هذا اللون المتميز من الوحدة غير الموضوعية وغير العضوية،لايمكن التفاهم معه إلا وفق وحدته الشعورية التي طفحت من بئر الذاكرة العميقة العليا،واندفعت بهذا الكم من المتراكم المزمن في لحظة قرر فيها شاعرنا السلمان ان يرفع الغطاء عن مارده الحبيس..
هذا اللون من الوحدة الشعورية هو الوحيد القادر على ان يجمع ماتدافع امام المتلقي من المستحيلات ..
ولاسبيل الى مثل هذا اللقاء الممكن للمستحيلات ،إلا عن هذا الطريق الذي سلكه ارثر دي ديه رامبو او بريتون شعرياً او جيمس جويس وشريحته روائياً..وعن غير هذا الطريق سنختلف مع الشاعر بالتأكيد..
لأن هذا الطراز من الإنثيال الغامر لايقبل اساليب النقد التقليدية على الإطلاق..
كل المحبة ايها المجنون الجميل..اخي وعزيزي ابا الليث الغالي..
وتحية اخرى لفارس النشر الرائع استاذ برهان العزيز..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي