رفيف الوهم : الشاعرة مي عساف
(رفيفُ الوهم )
اليوم.... شعرتُ بالاختلاف
فقررتُ أن أغيّرَ عاداتي الصباحيّة...
فلا أشربُ مثلاً
قهوتي الدمشقية
على ضفاف الحروف.....
ولا أسرّح شعري كطفلة
ترسمُ بكفّيها ملامحَ الغد
بريشة فنّانٍ مبدع...
ولا أعانقُ
أملاً أشرق
مع شمس الصباح..
ولا أضعُ
عطري المفضّل
خلف أذني ..
فأنا اليوم
أشعرُ أني
ليلكةٌ قادمة
من عطارد ..
سنونوة غادرت قطيع
العادة والروتين ..
ووحدها
تغرّدُ خارجَ السرب ..
حرّةً من كلِّ كوابيس
الشك والظنون ..
اليوم أشعرُ أني بجعة تسبح
في بحيرة الوهم..
أليست
الأوهامُ جزءاً
من حياتنا ؟
ألا يحدثُ
أحياناً أن
نحترمَ الأوهام
التي تقوّي
ذاتنا؟
وتجعلنا
ملوكاً
بعروش وتيجان؟
اليوم..
لا مكان للعادات
أو تكرار الطقوس..
فبريقُ الدهشة يملؤني
والرغبة في الابتكار
تخلقُ
بداخلي
جنينَ حلمٍ
خاص ومنفرد..
يسعى أن
يرى النور
في عالم
لا تتقزّم فيه الأحلامُ
ولا تُخنقُ الأمنيات
في أقبيتهِ الضيقة..
أفسحوا الطريق ..
فنوارسُ أوهامي تملأُ فضاء
الكون وتنثرُ
في حقول
الواقع بذورَ حلمٍ
وشتائلَ أمنياتٍ تعانقُ
نبضَ الحقيقة..
نعم ..
على باكورة الوهم اتكأت ..
ولم أندم ..
فأنا مازلتُ
تلك الطفلة
التي تجدلُ
ظفائرَ دميتها
باعتناء..
ثم لاتلبثُ
أن تفكّها
من جديد
لتعانقَ فيها
سرَّ أمومتها الدفين في الأعماق
اليوم....
سأعانقُ
رفيفَ وهمي
وسأصدّقُ طوعاً ..
"ومع سبق
الإصرار على التوهّم" ..
أني وحدي
ملكةَ قلبك
وأني وحدي أنثاكَ التي تسبح
في فضاء خيالك ..
سأصدّقُ كذبتك وأنت تشهدُ
أن لاامراةً غيري تعملقَ حبُّها
بداخلك ليصلَ إلى حدِّ الجنون..
و..إلى درجة العبادة..
أيها الوهم....
كم أنت جميلٌ وبرّاق .....
ولعلَّ الأمل من رحم كينونتك انبثق ..
Mai Assaf
من ديواني
" عطر نيسان"
تعليقات
إرسال تعليق