تأملات الناقدممدوح داود صندوق في نص الصفر المثلث الشاعرة سحر عماري والنقد البناء الناقد غازي الموسوي
تأملات …
في نص ( الصفر المثلث )
للشاعرة السيدة سحر عماري Sahar Amari
ونقده المفيد الواسع ، الرائع ، من قبل الاستاذ الناقد والشاعر غازي ابو طبيخ الموسوي
*****
تأملات :
بقلم الشاعر القدير
ممدوح داود صندوق المحترم...
…
من المسلم به ، أن كل أديب ، لابد من تدخل بعض من صفاته بشكل عفوي عادة ، وأحياناً بشكل متعمد ، لاسيما إذا كان في حياته نادرات لافتات ، هذا ماعهدناه في قصائد وكتابات الشاعرة ، السيدة سحر عماري والنص
" الصفر المثلث " غير شاذ بطريقته ، بل أن كل عمل أدبي لها غالباً مانراه شاذاً ، يفاجىء القارىء ، ويضعه في حبرة وتساؤل كيف تفكر هذه الأديبة . من أين تستلهم الموضوع فهي متفردة حتى في حيثية انتقائها للعناوين ، التي نراها ( ممغنطة ) تجذب القارىء ، فإذا بدأ بالقراءة
تقاذفته المفردات والجمل ، كما تفضل والمح الاستاذ الموسوي يتسلل بعض الحشو نتيجة الاسترسال ، وغزارة الخواطر ، لكنه غير منفر وهنا أشير إلى المقدرة الذهنية
للسيدة عماري التي سمعت توبيخ الوالد لولده ، عندما نعته ، بالصفر ، كيف جمعت صفر الولد مع أصفارها الثلاثة ؟؟! بالرغم من مرور عقود على الحدوث ، علماً أن الاصفار الأربعة منحوا في حالتين تربويتين ، مدانتين ، ربعهم هو الصفر خطؤه عائلي بحت بينما الاصفار الثلاثة
خطؤهم صدر عن معلمة ، لم تحسن وزارة التربية والتعليم تحضيرها لمهمتها ، ممكن أن تنفر التلميذة من العلم ، وهنا الطامة الكبرى ، أنظر إلى لفت الكاتبة لما كان من واجب المعلمة فعله إنني أجيب عن الحيرة والتساؤل ، فأقول : بالنسبة للسيدة عماري لم تكن دراستها الأدبية أكاديمية تخصصية ، وهنا تبرز فذية موهبتها ، التي اختصها بها الباري ، وإلا لما قرأنا لها جديداً مميزاً ، ولكانت ، كغالبية ، الباقيات السائدات والملتزم كتابها ، والتي نسميها النمطية تعتمد التقليد ، وما وجدنا أمثال الأستاذ الموسوي ، وهو من القامات الوازنة على مستوى القمم وغني عن التعريف يقوم بهذا التحليل المفيد ، الواسع الرائع ليستفيد منه ، كل متابع ، وهنا أقول وبكل ثقة ، أن السيدة عماري ، فلتة أدبية ، أسلوبها مبتكر ، صعب التقليد مصاغ من عاشقة للكلمة ، مخلصة لها ، تلتقتها بذوق ،
وإليها ، وإلى الأستاذ غازي ابو طبيخ الموسوي
فائق اكباري وتقديري
""""""""""""
النص :
صِفْرُ مثلث
""""""""""
صفرنا العربي
المثلث الأضلاع
حاد الزوايا !! …
يخترق كل الأبعاد
شمالاً .. وشرقاً
جنوباً .. وغرباً
صِفْرُ ثلاثي الابعاد
كم جهدت .. لترجمة معناه !!
وبكل اللغات
الظاهرة .. والخفية
المضمرة ..
القريبة .. والبعيدة
ضربتُ أخماساً في أسداس
ووصلت لنتائج مبهرة
في مضامينها
سيصلكم معناها
بالإيحاء .
فصول الحكاية ..
وأنا في قطار الأيام ،
منطلقة ..!
ذات ميقات ..
خاطب به شخص
من يشاطره المقعد
في احدى محطات القطار
ملامحه تشي ، بأنه ، ابنه ..!
موبخاً إياه بالقول :
أنت لاشيء …!
أنت صِفْرُ .. في أقصى اليسار !!
وبسرعة ..
تخطّت الصوت و الضوء
تذكرت العلامة الحمراء .. على صفحة البراءة
من مراحل طفولتي الشقية
صِفْرُ مثلث
وكأن صفر واحد لايكفي !!
ليفعل فعله
في عقل غض …!!
بالكاد
يكشف الاسرار من حوله
صفر
ترك أثراً عميقاً جداً
في ذاكرتي الدراسية
وحتى اللحظة
ليت معلمتي كتبت ،
عبارة لاتجرح …! !!
كما فعلت إحداهن
ذات عقاب
رنين إنذارها
مازال يعبر في خاطري
كلما لاحت ذكراه
كم كنت أحبها
إنها ، أول تعلق لي
بغير امي .. !
كلماتها .. حافزٌ
لكل طالب نجاح
( بإمكانك أن تكوني الافضل
انتظر منك صغيرتي
الجيد والممتاز في قادم الايام )
ومازال إعصار الاصفار
يغزو عقلي
بوابل من علامات ( ؟! )
أصحيح أنه لاقيمة للصفر ؟!
مهما كان موقعه !!
يسار معتدل .. أو يمين متطرف !!
ووجدت بعد انقضاء
أن صفرنا العربي
المثلث الأضلاع
حادُّ الزوايا
مخترق كل الابعاد
شمالاً وشرقاً
جنوباً وغرباً
بانحدار رهيب …!!!
صِفْرُ فعّال جداً
آثاره تجلّت
على امتداد الأصقاع
ونما للصفر جناحان .. وطار
من كهف القهر أطلَّ
أسود الناب .. لامعًا
راعد الصوت
يجوب الدروب .. ويرهب القفار
نافثاً سمّه القاتل
في القمم .. والوهاد
موقداً زيته الحارق
في اعماق البحار
ناشراً زعاف حقده
هلعاً في قلوب الانام
قالها الحكيم
" كنجمة شاهدة "
الصفر خلية خبيثة نائمة
فاحذروا اعصارها
لو هب َّ
قولوا : على الدنيا السلام .
ومازالت
فوق جباه الأمم
أصفار لاتحصى
تدق الابواب
والفاتحون
فاق عديدهم الخيال
ترى …
هل نبرأ
من أتون لعنة الاصفار ؟
سحر موسى عماري
******
اليك الاستاذ الفاضل والشاعر المتألق
ممدوح داود صندوق
جزيل شكري وتقديري وفائق احترامي
على تأملاتك الغنية وفكرك النيّر الذي فاض محبة بالكلمة
الهادفة والرسالة السامية لقيمة من يمتهن عملية بناة الاجيال لتنهض الاوطان ( المعلم ) وما يتركه من اثر لايمحوه الزمن في نفوس تلاميذه
اطال الله بعمرك والبسك ثوب العافية وتمام الصحة
ابا حسان العزيز
النص النقدي
بقلم الأديب
ممدوح داود صندوق
تعليقات
إرسال تعليق