(حين القيت بأحمد شوقي) : قصيدة الشاعرمحمد ياسين ابراهيم

(حين القيتُ بأحمد شوقي)
لملِمْ صراخَكَ بين التّلِّ والخِيَمِ
فالعهدُ وَلّى وعَجَّ الرّكنُ بالعَجَمِ

والرّيحُ تعبثُ في الوديانِ تاركةً
هذا الصّراخَ إلى جيشٍ بلا علَمِ

يا حاديَ العيسِ من إلاكَ يسمعُني
إذا ندهتُ بأرضِ الشّامِ من ألمِ؟

ومَنٍ يؤازرُ أشعاري بغربتها
عن أرضِ نجدٍ ومن يُرجَى كمعتصَمِ؟

ومَنْ يؤجّلُ جريَ الأرضِ ثانيةً
كي أفهمَ الفرقَ بينَ الموتِ والهرمِ

قد بانَ شيبي ومسَّ الضّرُّ قافيتي
وخيَّمَ الدّاءُ بين الرّأسِ والقدَمِ

وأسرفَ العجزُ في إثباتِ سطوتِهِ
على السّطورِ ولم يشفقْ على القلمِ

والعمرُ يزحفُ فوقَ الرّملِ منتقلاً
بعد المشقّةِ من لبسٍ إلى عدَمِ

يا حاديَ العيسِ لي حرفٌ أُقيّدُهُ
من ألفِ شطرٍ وقد خبأتُهُ بفمي

والقلبُ ينهزُ والأضلاعُ تُقعِدُهُ
في أيسرِ الصّدرِ دونَ الدّفعِ بالتّهمِ

والصّمتُ أجدرُ إلا أنْ يكونَ بهِ
ما يُشبِهُ القولَ أَنَّ الحِلَّ كالحرِمِ

يا حاديَ العيسِ إنَّ الشّوقَ في كبدي
قد نالَ مني ولاذَ الحرفُ بالنّغمِ
 
فاحملْ فديتكَ أشعاري إلى جهةٍ
معلومةِ السّمتِ (بين البانِ والعلَمِ)

واقرأْ على راحةِ الغزلانِ أغنيةً
تستلهمُ اللّحنَ بين العلْمِ والحُلُمِ
   محمد ياسين ابراهيم