حديث مع النهر :القس المحترم جوزيف إيليا
حديثٌ مع النّهر
---
جلستُ البارحة ظهرًا بقرب النّهر الجميل الّذي يخترق وسط بلدة أوكسنفورت الألمانيّة الّتي أقيم فيها وحادثته قائلًا :
وللنّهرِ ردّدتُ وعظًا وقلتُ :
أيا نهرُ هل أنتَ مثْلَ البشرْ
تحبُّ سَماعَ المواعظِ لحنًا
وليسَ قنابلَ تُنهي الخطرْ
وتُرجِعُ أمسًا جميلًا ونحوَ
غدٍ يُبتنى لا تقودُ السّفَرْ
وتُطعِمُ حلوى وتصبِغُ شَعرًا
ولا تتركُ الذّهنَ يهوى السّهرْ
وتعشقُها قُبلةً فوقَ خدٍّ
وتكرهُها نقشةً في الحَجرْ
وتطلبُها في الّليالي نبيذًا
وترفضُها وثبةً مِنْ حُفَرْ
تلاعبُكَ النَّرْدَ وسْطَ المقاهي
وفيكَ تكمِّمُ ليثًا زأرْ
وترفعُ جدرانَ وهمٍ لديكَ
وتُفسِدُ فيكَ نقاءَ البصرْ ؟
مواعظُ تصغي لها في انبهارٍ
قليلًا وثمَّ يسودُ الضّجرْ
أيا نهرُ لا لا تكن مثْلَهم ما
أتَوهُ لهُ ليسَ يبقى أثَرْ
فمَنْ ظلَّ يصغي وأهملَ فعلًا
كبا وبرملِ رَداهُ انطمَرْ
---
القس جوزيف إيليا
٢١ / ٦ / ٢٠٢٣
الصّورة المرفقة هي للنّهر الذي جلست جواره أمس وكان هذا الحديث
تعليقات
إرسال تعليق