بكائية العيد :الشاعر محمد ياسين ابراهيم
(بُكائيّةُ العيدِ)
سألَتْ ووضعي بالغُ التّعقيدِ
ما لي أراكَ مشتَّتاً في العيدِ؟
جاوبتُها والصّمتُ أجدرُ :هلْ لنا
عيدٌ بحالٍ دونَ أيِّ جديدِ؟
فَتَحيَّنَتْ بعد التّماسُكِ فرصةً
وتلاعبتْ بالصّوتِ للتّمهيدِ
وتقرَّبتْ من مقعدي وأظنُّها
قد أشفقَتْ من كَثرةِ التّنهيدِ
ثم استدارتْ نحوَ بابِ خزانتي
وتناولَتْ (ألبومَنا) كشهيدِ
هذان كنّا أمْ تُرانا لم نعدْ
كالأمسِ حالاً لائقاً بقصيدِ؟
فانظرْ إلينا قبلَ أنْ تغتالَنا
أيدي الحياةِ بطعنةٍ ووعيدِ
يا حسرتاهُ وما أظنُّ مَشِيبَنا
إلا بفعلِ الحربِ والتّنكيدِ
أَنا ما كبرتُ وما أَراني جدّةً
لحفيدةٍ تحتالُ في التأكيدِ
فعجزتُ عن ردِّ السّهامِ لنحوِها
ورأيتُ أنَّ تراجعي برشيدِ
وأظنُّها علمَتْ حراجةَ موقفي
ونضوبَ ما في جعبتي كرصيدِ
فتوسّمَتْ بالفوزِ دونَ مشقَّةٍ
وتوصلّتْ لرجاحةِ التّفنيدِ
يا شاعرَ الأحزانِ هوِّنْ ماترى
من واقعٍ يأتي بكلِّ شديدِ
فالقلبُ يعصمُ من تمسَّكَ بالهوى
والعقلُ مفطورٌ على التّجديدِ
ثم استعدَّتْ للقيامِ فقلتُ :لا
تقسي عليَّ بقوةِ التّسديدِ
يا بنتَ عمي إنّني في فاقةٍ
والصّمتُ أبلغُ من بكاءِ وليدِ
محمد ياسين ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق