PNGHunt-com-2

الأديب صلاح اللبان الحلي مدير مؤسسة الرواد الثقافية كتب عن الشيخ ستار الزهيري (جين ٌ من سلالة شاعرة)

شهادة راقية نقية من قلمٍ ماسيٍ رفيع
وأخٍ أديبٍ حبيبٍ نجيب الأستاذ صلاح اللبان المحترم
نشرها في جريدة صدى الكاظمية لسنة ٢٠٢٣
كل الشكر والمحبة لجنابه الموقر
**************************^^^^^^^^^^

الشيخ ستّار الزهيري :

               {{  جين  من سلالة شاعرة   }}
   ______

الكرموسومات الحاملة للجينات والسابحة في ثناياها جملة من الصفات الوراثية ، قطعت حقباً
بعد حقبٍ من الزمن ، وهي تسافر
متنقلة من ظهر لظهر عبر الأجيال ، تسير مسخرة تدرك تمام الأدراك أين ستستقر ،ومَن المؤهل لترجمة ثيماتها وجعلها ايقونات مقروءة ،
وفي مخيلتي يجول تصور مفاده:
بأن الكرموسوم الذي أسلط الضوء عليه الآن والذي يمتلك ذراعين، ذراع حكم وحكمة ،  وذراع شعر وادب، ذراع بعث به الملك العظيم زهير بن جذيمة سيد عبس ، والذراع الآخر بعثه عنترة العبسي ، وعروة بن الورد ، وشاركهما الحطيئة الذي أرسل قوة موهبة مجردة من غرضها الرئيس الا وهو الهجاء،
نعم كرموسوم من سلالة زهير القبيلة العربية التي ترجع الى قيس عيلان .
والشعر : كرسي حكم - فالشاعر حاكم في مملكته الشعرية ، جنوده  - الفكرة الثاقبة وضعها في قلب الميدان،  والأوزان على الميسرة والقوافي على الميمنة .
والشعر والحكم مرتبطان ارتباطاً حيوياً ، فجلاس الحكام وندمائهم من الشعراء.
وتنقل هذا الكرموسوم الزهيري كرحال من العصر الجاهلي  لدية خريطة طريق وهو باحث عن أبن قبيلته ( ستّار الزهيري ) وحين وجده أستقر في أحاسيسه ومشاعره جاعلاً من ذراعه الأول شخصية تتحكم بطروحاتها الفكرية الناهضة من على منابر الخطابة المقدسة بعقول التواقين الى الفضيلة نابذين الرذيلة ، وبهذا توج الزهيري ستّار بثقافته الفقهية وعمته البيضاء ( ملكاً) في المحافل الأيمانية الولائية ليقود الناس صوب الصلاح وطاعة واجب الوجود .
وهو خطيب مفوه لايتناول في محاضراته ثيمة أكل الدهر عليها وشرب ، أو مسألة هابطة الفحوى والمضمون ، بل هو يكافح وينافح من أجل طرح موضوع مائز ، وبتحليلات منطقية معمقة بحيث يجعل من محاضرته درساً حداثوياً توعوياً يميل فيه الى الفلسفة ولكن بأسلوب مبسط مفهوم يدركه القاصي والداني من الثقافة والأستيعاب .
وبهذا يكون قد ساهم بأعادة المهابة الى العِمَّة التي أصبحت في يوم الناس هذا غير مرغوب فيها بسبب وضعها على رؤوس أغلبها جوفاء لايكون استحقاقها الا القطف لما الحقته من تشويهات وخرافات بالمنبر المُشرف .
والذراع الكروموسوماتي الثاني كان حاملاً لموهبة قول الشعر مرسلاً من عنترة وعروة والحطيئة ، فوضع رحال ابداعاته في صدر ستّار الزهيري فأحتظنه وكرمه وأعتنى به وخضعه لدُربة عنيفة متواصلة في ساحتي ( الفراهيدي وسيبويه ) حتى جعله يؤتي أُكله على أكمل وجه ، ولهذا فاز بخمس سباقات في الدراسات العليا لطلبة الماجستير ،
لكون النتاجات الشعرية يتوافر فيها الرصانة وعامل الأطمئنان من عفتها وجمالية فحواها وتجذرها في ارضية الفضيلة وسمو اللغة .
والشعر عند الشيخ ستّار الزهيري مرتد ثوب شفافية لاتجعل المتلقي في عتمة اللا ادراك أو الفهم غير المباشر ، بل هو شعر يمتلك صياغة متينة وحبكة معمقة ، ونجد في كلّ شطرين منه تتجلى صورة تجسد الحداثة والمعاصرة .
والزهيري : لم يجعل شعره من دون ارتباط موثق فقد حرص على ربط قصائده بأخلاقيات المنبر المُشرف
هو منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والمنبر له من القدسية والمهابة ، كما ربط به سلوكه اليومي .
في الفاتح من تموز من عام ٢٠٢٢م التقيته ( نبياً للعاشقين ) في ( غار حراء  -  الشاعر الدكتور علي الطائي الحلي)  بمجلسه الثقافي النصف شهري ، واستمعت بشغف الى نبوئته العشقية فوجدته قد وفر انسجاماً تربوياً أخلاقياً أدبياً بين العِمَّة والعشق بعيداً عن الفحش واللامعقول .
وهذا مادفعني أن أنظّم له أمسية شعرية بجمعيتنا جمعية الروّاد الثقافية المستقلة / المركز العام - بابل وبالتعاون مع البيت الثقافي البابلي التابع الى  وزارة الثقافة العراقية ، تكريماً وأحتفاءً به وبشاعريته وعمّته المجدّدة . وكانت أمسية مبهرة جاهد خلالها لربط حاضره بذكرى غابرة لكي يخلق لوعة شعرية تثير في المتلقي حنيناً له طعمه الخاص ، وسخر نبوءته الشعرية بما يأتي من الأيام وهنا رسم لوحات أمل وردي تشد الآخر لأنتزاع فرصته من الحياة ليعيش مطلوق الجناح في سماء النعيم المرتقب .
كما اتضح لي بُعد مديات شاعريته ونجاحها في إصابة مربعات الحداثة والإبداع في قول الشعر .
وأختصر الحديث عن الشاعر الشيخ ستّار الزهيري بأنه :
       شاعر مطبوع لا مصنوع.

               صلاح اللبان الحلي
               مؤسس  و  رئيس
   جمعية الروّاد الثقافية المستقلة
            المركز العام - بابل
                 ٢٠٢٣/٣/٢٨

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي