مضحك مبكي :ق ق ص الكاتب برهان حربا

في زمن النكبة:(المضحك.،المبكي) التقينا صدفة، تعارفنا ببساطة أبناء الريف ، حمل من الطيبة مالم ألمسه بأشخاص آخرين، نادرون هؤلاء لاتلد الأمهات كثيرا مثلهم ،(محمدحسينو) الصديق الأخ من قرية يتميز سكانها بالطيبة والصدق والشهامة والكرم، في وقت ما وبمدينة دمشق وكلانا بعيد عن بلدته وكان جوعا قد غدر معدتينا ، بلحظة فقرمدقع دعاني لزيارة قريبه البخيل والذي يقطن بمنطقة تبعد حوالي نصف ساعة، ولم نكن نملك كلانا سوى مبلغ ضئيل جدا وكان خيارا صعبا لدى كلينا ،هل نشتري سندويشة نقتسمها معا ونكمل زيارتنا سيرا على الأقدام ، أم ندفع أجرة السرفيس ونغامر أن تدب النخوة بقريبه ويقدم لنا وجبة طعام تسد خواء المعدة، وهنا قررنا أن نمضي سيرا وأن نتقاسم سندويشة الفلافل (أكلة شعبية معروفة) لأن الجوع أخذ مأخذه وخلال طريقنا لم نتوقف عن الضحك لما آل إليه حالنا وكانت رحلة متعبة وسعيدة بآن واحد، ثم وصلنا الى منزل قريبه حيث تعمدنا إطالة المكوث لديه حتى نحرجه ولا نخرج إلا مظفرين بالنصر ، ثم عدنا ثانية سيرا على الأقدام وخلال سيرنا تبرع بما بقي معه من مال قليل لإمرأة شحاذة كنا على ثقة أنها تمتلك لحظتها أكثر منا كلينا معا• وفي زمن النكبة وبعد غياب 3 سنوات علمت صدفة أن ذلك الصديق توفي بمرض يصعب الشفاء منه وترك خلفه ابنتان بعمر الورود في زمن لم يسمحوا فيه للورود أن تنموا وهي سعيدة يكللها الفرح الطفولي والبراءة ويا لقسوة الأيام. أهدي القصة لآل حسينوا بالكافات . السلمية فذكرى الأصدقاء لا تختفي ولو غادرتنا أرواحهم الى السماء.