PNGHunt-com-2

أنثى بطعم الكرز : الأستاذة منتهى إبراهيم عطيات

أُنْثَى بِطَعْم الكَرَز

بَيْن ضَعْفٌ وَقُوَّة ، وَبَيْن صحوةٍ وغفوة ، بَيْن كتمٍ وَبُوحٌ ، هَذَا رَسُولِنَا عَلَيْهِ الصلاةُ و السَّلَامُ يَقُولُ
"استوصوا بِالنِّسَاء خيرا" ، "ورفقاً بالقوارير" .
أَنَّهُنّ زُجَاج الشَّفَّاف ، رَقْراق قلبهنّ مُحاطٌ بِغِلَاف.
خدشهنّ مُؤْلِم، وجرحُهنّ عَمِيق، وتجميعهنّ مُسْتَحِيلٌ ، وترميمُهنّ مِنْ مَحْضِ الْخَيَال ،
رِضَاهُنّ صَعْبِ الْمَنَالِ . . وقلبهنّ يَعْشَق التَّرْحَال ، عطاؤهنّ لَا يُقدر بِمَال ، وتضحيتهنّ لَا تُوزَنُ بِمِيزَانِ ، دَعْنِي أوجز  لَك الْمَقَال :

الْأُنْثَى أَنْ أحبتْ مَاتَ كُلُّ الرِّجَالِ فِي عَيْنَيْهَا .
وَإِن عَشِقْت رَأَت كُلّ الدُّنْيَا بِه، مَتَى إسْتَقَرّ حَبَّةٍ فِي قَلْبِهَا يُحال نَزْعُه . . كَنَزْع الرُّوحِ لَا بَلْ أَشَدُّ .

إنْ أَحَبَّتْ يَا سَيِّدِي تُحب بِكُلّ جِوارحها . . وتعشق في كُلّ حواسها ، فتُكرس الْعَقْل لِإِدْرَاك شَوْقِهَا ، وتُهدهدُ الْقَلْب لعمقِ شُعُورُهَا ، وَكَأنَ هَذَا الْكَوْن انْطَوَى فِي مَحْبُوبِهَا ، وَهَذَا الْعَالِم رَأَتْهُ فِي فَارِسَ أحلامها ، و كَأنَ هَذَا الْكَوْنُ قَدْ جُمعٌ مراسيم الجمال في محبوبها، وَإِن رَحَل عَنْهَا ؛ مُستحيل أَن تَنْسَاه ، كُلّ شيئ يَذْكُرْهَا بِه ، الْأَمَاكِن ، الزَّوَايَا ، معاصم الزَّمَن ،
الذِّكْرَى لِيَوْم عبيرهُ ورد ، حَبَّات مَطَر ، ورشفة بُنّ ،وقُبلةً على الخد، حَتَّى مَلامِحِ الْأَشْخَاص ستجدها فِيه .

هُوَ مَا ارْتَحَل . . بَقِي حُضُورِهِ فِي قَلْبِهَا ثَابِتًا كثبات الْأَصَابِعِ فِي الْيَدِ .
وَإِن عَاثَت الذِّكْرَى؛ فَكُلّ الحكايا تُروى . .
مُسْتَحِيلٌ مِنْ يُحب ، مُسْتَحِيلٌ أَنْ يَنْسَى . .
فحكايات الشَّجَن تمتلِكُ كُلّ تَلابِيبِ الْأُنْثَى . . .

✍️منتهى إبراهيم عطيات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي