PNGHunt-com-2

رفعت المحابر : الشاعرة لميس الصالح

رُفِعَتِ المحابرُ

أحببتُكَ...
مُذْ كنتُ مُضغةً ....
ولدتُ وأنتَ النابضُ
بينَ الأضلعِ
كتبتُكَ بدمعِ شاعرةٍ
جمعتُكَ ياقوتُ الأبجديةِ
فكنتَ بيتَ القصيدْ

عاتبني حبيبي
كيف امتلأ كلي بك
هو لا يدركُ
أنك تراودني..
عن نفسي
و أقولُ هيتِ لكَ
مبتورةُ العبقِ...
هكذا أفتقدني....
فأيقنتُ أني لستُ أنا
ربما هي
خطيئةُ كلَّ تقيٍّ
فكانت ضالةُ المفسدين

ناداني الحبرُ خلسةً..
والوقتُ منشغلٌ
بنثرِ الصفعاتِ والألمِ
... الليلُ ..
جافتْهُ عينُ القمرِ..
واخيبتاه...
عطشَتِ الأصابعُ للضوءِ 
و تسربَ الحُلُمُ
من بينِ شقوقِ هذياني
وأنايَّ ...
في العتمةِ دونَ نفحةَ عطرٍ ..

كرٌ..وفرٌ...
تطاردُ النارُ
فراشاتَ النورِ
وفكرةٌ تخدشُ جلدَ القيصر
لتُعلنَ زهورُ الحياةِ لعنةَ الزمنِ
من تساقطِ بُتلاتِها
في أوجِ الربيعِ
متناثرةً على أرصفةٍ مقفرةٍ
وتفيضُ طرداً
مع دمي
أرصدةُ الفاسدين

يا ربانَ السفينةِ
ألا تسمعهم ...
أم أنكَ لم تعدْ تقرأُ لغتَهم
علا صوتُ الأنينِ
وتدفقَ الجوفُ نزفاً
والجياعُ ثكلى سُدَّتْ جداولها
خبزُ جدتي المكتَنزِ
خطفتهُ أصابعُ الخيانةِ
و بدمِ أمي
كُتِبَ القحطُ على حائطِ الأرصفةِ....
لم يعدْ يُنتظرُ من السنابلِ قمحٌ
فالشمسُ ابتعلتْ بزوغِها
والحقُ صمَّ آذانِهِ
كما الأشجارُ قُطعَتْ أفياءَها
وحلقَ الظلامُ بخفافيشِ الغدرِ

يا بيتَ القصيدْ
توقفَ الشَهيق
وجفَّ الترياق
رُفِعَتِ المحابر
وابيضَّ الحِبر ....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي