نداء الذكريات :الشاعرة نداء حسين

ولَكَم ضحكنا من صميمِ قلوبنا ..
فتياتُ نلجمُ رغبةَ التخريبِ ...

كنا تساقينا شقاوةَ عمرنا...
حتى استحالت صبوةٌ لنحيبِ ...

نلنا طيوباً من عصارةِ فقرنا ...
تُهدى لكلَّ مسافرٍ وغريبِ ..

قبل اتّضاح الصبحِ نلثمُ فجرَنا ...
نلقى شروق الشمسِ بالترحيبِ ..

فيروزُ تصدحُ في أزقّةِ حيِّنا ...
و الدربُ غصنٌ رائعُ التشذيبِ ...

(ياما ) غرقنا في سواقي سهلنا !
ثمّ اختبأنا خشيةَ التأنيبِ !

ولكم صفعْنا بالثلوج وجوهنا !
لم نخشَ يوماً من عتابِ حبيبِ ...

لولا تخاصمنا تجمّعَ كلّنا ..
زال الخصامُ برقّةِ التهذيبِ ...

فنعودُ بين مشاكسٍ و ممازِحٍ ..
نستلُّ شوكَ البعدِ بالتّرغيبِ ...

نمشي طويلاً و الحذاءُ ممزَّقٌ ..
دون اكتراثٍ بهازئٍ و رقيبِ ...

ضحكاتُنا تعلو وصوتُ غنائنا ...
يهَبُ المُكابرَ متعةَ التّجريبِ ...

نتبادلُ الألقابَ عند لقائنا ...
نحتالُ بالأسماءِ والتنسيبِ ..

فإذا تحامقَ بالشجاعةِ بعضُنا ..
ثرنا عليه بسرعةِ التّصويبِ ...

في كلِّ ليلٍ تستفيقُ نجومُنا ..
تجدُ الأذانَ مصلّياً بصليبِ

خلنا الزمانُ أيارفيقةُ مخلصاً
لم نتّهمْهُ بقسوةِ الترهيبِ ..

هاقد رمانا في محيطٍ ضيّقٍ ..
فنتوه بين الصدقِ والتّكذيبِ ...

يوماً بنينا فوق غيمٍ حلمَنا ..
والغيمُ دلوٌ جيّدُ التّسريب ..

يادلوُ أقبِل واحتضِنْ أصواتنا ..
علّ الصراخََ سيلتقي بمجيبِ ...
............................نداء يوسف حسين......