مخاض مستمر: الشاعر غسان الحجاج
مخاض مستمر
…….
في حيرة الضوضاء صمتٌ يسألُ
يعدو الجواب من السؤال ويجفلُ
حاك الدخان شباكهُ من حولنا
والأفق من عطن التفاهة يسعلُ
القوا توابيت النكات ببحر مرثى
والجهات من الضياع تولولُ
سأعيشُ مغترباً ببطن قصيدةٍ
طفلاً هزيلاً فالمخاض مؤجلُ
صوتي أنين الناي دمعي شمعةٌ
كي لا تذوب بنارها تتوسلُ
الناس تغبطني كاني نيزكٌ
وبلبهِ نارٌ تضجُّ وتُشعلُ
أرنو بعيداً فاتني ما فاتني
ودنوتُ جداً كلما أتأملُ
متحملٌ كل الهراء فهل ترى
من ظليَّ الموهون يبقى هيكلُ
و مؤرقٌ جفني كثقبٍ اسودِ
الوقت ما بين العيون يهرولُ
ذنبي يسد الباب يخنق شرفتي
واليُّ مني وحشةٌ تتسللُ
في داخلي الصحراء يضحك رملها
دفنت فراتيني ومائي يُقتلُ
مع ذلك الأشجان سلوى رحلةٍ
فيها الجنون من التعقل اعقلُ
الرسم بالصمت المهيمن دهشةٌ
اخرى فالوان الكلام ستذبلُ
ومعي من الليل المسافر خمرةً
فيها انسكاب الضوء نجمٌ آفلُ
جنية الشعراء كانت خلسةً
اطيافها الحيرى تصدُّ وتقبلُ
بفمي نبوءاتٌ تخاتل مهجتي
تبني مساراتي فيغضبُ معولُ
طيني مجازيٌّ و روحي فكرةٌ
وصدى انتظار الان خيطٌ يُغزلُ
والان لا تأتي كأن متاهةً
كشفت مفاتنها لصبٍّ يثملُ
حط الفراش على سلافة زهرةٍ
انثى بمرآة الندى تتجملُ
الأمر محتومٌ ولكني رضا
فلحاظها اسلٌ وقلبي اعزلُ
سأواربُ الأنفاس عند مجيئها
حتى وإن في النبض غرد بلبلُ
من أين انفذ والرغائب شحنةٌ
تسري بجذر البرق وهو يبللُ
هذي أكاذيبي الحميمة كلها
بابٌ ومنها للحقيقة ادخلُ
رغم العجاف فللاماني غيمةٌ
ولكل من صبروا فثمة سنبلُ
تعليقات
إرسال تعليق