PNGHunt-com-2

قراءة للناقد قصي أيدام في نص (طفل المغارة) للشاعرة ريم البياتي

طفل المغارة
---------------
أضواء بفيوض تحليلية أدبية على النص الشعري ( طفل المغارة ) للشاعرة الساردة أ. ريم البياتي .
" جروحنا كربلائية لا يمكن لأعصار فرح محوها "
- الشاعرة أ. ريم البياتي من مواليد محافظ طرطوس في الجمهورية العربية السورية وعضو في أتحاد الكتاب العرب ، للشاعرة عدة أصدارات : مزامير الوجع ، لتلك الوجوه أصلي ، هذيان الحطب ، شوك السنابل ، الغرباء والمنفى ، بوابات الهلع .

الشاعرة ريم البياتي في النص الشعري " طفل المغارة " تستمد القصيدة طاقتها الحيوية ومعانيها المتجددة من مصادر عدة ، تعد مصادر الهام وأثراء للنص الشعري ، مما يعطي للنص روحآ جديدة اذا احسنت الشاعرة توظيف مكتسباتها المعرفية السابقة مستعينتآ بمهاراتها اللغوية ، ولعل أهم مصدر تستنجد الشاعرة لتلوين نصها الشعري هو القرآن الكريم وما يتعلق به ، والتراث الأدبي والتاريخي ، والأهم هو حسن الأستعمال وسلامة التوظيف وهذا مايعرف لدى المهتمين بالنصوص الأدبية بمصطلح " التناص " .
كانت أول من تعاملت مع هذا المصطلح الناقدة البلغارية جوليا كريستفيا ليتسع تداوله لدى جل المهتمين بالشعر والأدب .

والتناص هو استرجاع مجموعة من النصوص بأسلوب جديد ، اي دمج النص الأصلي بالنص الفرعي الجديد لكن دون سرقة المعنى البارز مع الأحتفاظ بالجوهر الذي يربط سلبآ أو أيجابآ .
فنلاحظ ان الشاعرة ريم أستدعت شخصية السيدة مريم عليها السلام لما تحمله من أبعاد دينية وثقافية لدى جميع الأديان السماوية فهي سيدة نساء اهل الجنة وان الله أصطفاها على نساء العالمين ( وَإِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصۡطَفَىٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلۡعَٰلَمِينَ )
والشاعرة أ. ريم في النص الشعري أعتمدت على الأثارة في السحر البدائي الكامن في اللفظة وهي كلمة ( يا أمنا ) والتي كررتها في كل مقاطع القصيدة ، وكأنها أرادتها ان تكون هي التعويذة التي يرددها الساحر القديم او هي " أفتح ياسمسم " كلمة السر التي تنفتح على وقعها مغيبات النفوس .

يا أمنا العذراء يامريم
هزي بجذع الأمة الحمقاء كي تفهم
هزي ، فأن الطلع أن يعفن
شاهت ثمار التمر ، ثم هوت
قمم النخيل لموتها المبرم

- فمريم هي أبنة عمران أم المسيح عيسى عليه السلام والتي ذكر الله قصتها في القرآن الكريم في سورة مريم ( وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانٗا شَرۡقِيّٗا ) ، حيث اعتزلت من اهلها في مكان شرقي وكأنه شرقي المسجد الذي كانت تسكن فيه ، واتخذت الحجاب من دون اهلها لتنقطع عنهم وتعتكف للعبادة ..

هزي بجذع الأمة الحمقاء كي تفهم
هو تناص مع النص القرآني ( وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيۡكِ رُطَبٗا جَنِيّٗا )
فالهز : هو التحريك الشديد ، ونقل عن الفراء ان العرب تقول هزه وهز به ..
فشجرة النخيل " الأبتلائية " أكثر حياءآ منا ، فالله عزوجل الذي فتنا بها ، وتفضل علينا برجالها ، وعطائها وحيائها وحياتنا وأمنها وشكلها وصمودها وقوتها ودعائها ، حيث تفضي رافعة اذرعها الجذابة الى السماء في منظر رهيب ، رحمة وأنتقامآ ! ، وكيف لا تكون شجرة كهذه هي شجرة الحياة التي يختلف عليها علماء الآثار ؟ لا بل كيف تكون هي الشجرة " المباركة " في هذا الكون ؟ فهي شجرة مباركة عندما تغذي انبياء الله عزوجل أدم ونوح وابراهيم عليهما السلام ، الذين عاشوا حياتهم في ظلالها خائفين منها ، وعندما يخافون منها فهم يخافون من فجور الأنسان أزاءها ، فهؤلاء الانبياء عاشوا في ظلالها خائفين منها وعليها ، لأنهم يعرفون أنها " الشجرة الأم " في هذه الحياة الدنيا ، ونبي الله عيسى عليه السلام " الفلسطيني المولد " وضع ثمار النخلة " حليبآ طاهرآ " من أمه مريم بنت عمران .
أنه الركب الجني غذاء نبي الله عيسى الأساسي ، ان لم يكن الأوحد في منطوق القرآن ، مضافآ أليه شرب الماء .
فقلب النخلة هو الآخر مائز من أمتياز أنها ذو دلالات عميقة وكبيرة تكمل معنى ما أسميناه " شخصيتها " المستقلة عن باقي أشجار الأرض ، فهي انفردت بقلب خاص دون بقية الأشجار ، يقود التأمل فيه الى معنى الرحمة والسلام والدفى القلبي ، كما الى القسوة القلبية ، يقود هذا التأمل الى " الأفتراضية " بين القلبين ، فقلب النخلة ترف الملمس طيب المذاق يجمع بين الهشاشة والصلابة والرقة والقسوة ، بما يجعل منها مائدة فوق الموائد ، يتعاطاه هذا الأنسان غذاء " بلا رحمة " وتفكر ، والانكى من ذلك انه قلب ابيض صارخ البياض كما قلب الأنسان بفطرته الأولى ، بخلاف قلوب الكثير من البشر السوداء " ذات الصدأ " ، صدأ الذنوب والرذيلة ، فقلوب الناس كما يقول الأمام علي عليه السلام " تصدأ كما يصدأ الحديد جلاؤها ذكر الموت وقصر الامل ، فشتان مابين تلك القلوب ، قلوب النخيل الترفة البيضاء ، التي لا تعرف الصدأ ، وبين قلوب المثير من البشر  " الأكلتها " المشبعة بهذا الصدأ حد السواء ، وبقدر ما يقودنا بياض قلوب النخيل هذه الى معنى الرحمة ، فان هذه الرحمة تقابلها قلوب بشرية " مستهترة " مشبعة بالقسوة ألى حد قسوة الحجارة .

قمم الجبال لموتها المبرم
فهو تناص مع النص القرآني ( تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ )
واعجاز نخل كما هو معروف يعني " أصول النخل بلا رؤوس " تعني المنقطع من أصله ، بما يقودنا اليه هذا المعاني من صورة فرعية تقارب اعمال الأنسان الفاجرة التي تقوده ألى قطع رؤوس النخيل وتماثل العقاب الألهي له بذات المعنى وبالفعل العدوانية على النخيل .

يا أمنا العذراء يا مريم
الدوم والبرحي
في سعف واستطال .
فيه الشفاء ، فأمتي
تذوي وينهش لحمها داء عضال .
تتوارث الأجيال من جيل لجيل
وتضيع بين أزقة المنفى وأروقة الرحيل
وندور تطحن عرينا الكلمات في سوق هزيل
يا أمنا أين المال ؟

الدوم : هي نخلة فرعاء مهدها الجزيرة العربية وبلاد النوية ، من الفصيلة النخلية تزرع لتثبيت الرمال ، اخشابها تصلح للأستعمال ، أوراقها .
والبرحي : وهو أجود أنواع التمور العراقية ويعتبر صنف البرحي من الأصناف العراقية الحلوة وذلك لخلو ثمارها من المادة العفصية القابضة في مرحلة الخلال الأصفر " البسر " الى مرحلة التمر مما يميزه عن الأصناف الاخرى حيث يؤكل خلالآ .
وهذان الصنفان من النخيل فيهما فوائد جمة في صحة الأنسان وشفائه .
يا أمنا .. هذه الخيرات تقف القوى المحاذاة لله ، المحاربة للناس ، هؤلاء الذين " يكتمون آيات الله ويقتلون الأنبياء - ومن يطالب بالعدل - بغير حق " ويصدون عن سبيل الله ، ويجرون الناس ألى الأستعباد والذلة والأستضعاف ، ويدعونهم ألى أنفسهم وطاعتهم وعبوديتهم وتعظيمهم والتملق لهم ، ويطغون في الأرض ويتخذون عباد الله خولا ، وقفوا دائمآ في وجه رسالات الله ومنعوا تحقيق العدالة واليقضة والحرية وتكامل الأيمان والتوحيد الخالص الصادق .
الله يعطي الأنسان كرامة وفضلآ ، ويجعل الناس عياله ومقربيه ، ويريد لهم العزة والحرية والنعمة والشرف والقوة والأقتدار ..
وهؤلاء .. يجعلون الناس عبيدآ مستضعفين ومقلدين وجهلة مطيعين ..
يا للعجب .. جهة فيها مشاعل النور ، ورثة الأنبياء وطلاب العدالة ، شركاء الأنبياء في الألم والمعاناة والموقف ! وفي الجهة الأخرى الوسواس الخناس في السر والعلن الذي ينفث وساوسه في اعماق الناس .

ونضيع بين أزقة المنفى وأروقة الرحيل
وندور تكحن عرينا الكلمات في سوق هزيل

- مامن مفارق ، الا انحفر في ذاكرته ألى الأبد يوم الفراق الكبير ، يوم خروجه الى المجهول ، كان لنا في الماضي ترف اختيار ان نفارق . اليوم غدا الفراق قسريآ عنيفآ مباغتآ ، يقع عليك كصاعقة ويحولك الى كائن غريب عن نفسه ، وغريب عن الآخرين .. الفراق يوحي بأنه فعل أرادي ، لكنه قرار يمليه عليك أنسان ، قدر ظالم يجعل منك أداة طيعة في يد الفراق ، فراق نعتقد أنه هروبنا ألى الحياة ، واذا به بوابة مفتوحة على الشبهات ، من يفارق ماعادت له قضية غير الفرار بنفسه من أتون الحرب ، لكنه سيجد نفسه قد تحول لدى الآخرين ألى قضايا ، منهم من يتاجر بها ، ومن يبتزه بها ، ومن يلعنه بها . ولا خيار له وسط المطحنة التي تسحقه ، ألا أن يتقبل صفة المتهم .

يا أمنا اين المال ؟
يا امنا نحن في دين لا مسؤول ؟ ، الخالي من الأنفاق والتعب ، والذي يفيدهم من اجل ابداء ارائهم وعرض عضلاتهم الكلامية فقط ، وتبقى فتياتهم وفتيانهم يلهون ويلعبون في الخارج وفي الدول الغربية على ( البلاجات ) ( وشواطىء البحار ) يبذلون ويبدون كل كرم هناك ، هم وأزواجهم ، يذهبون الى الغرب كي يفرغوا ما يحتويه كيسهم من مال في معارض الأفرنج ومحلاتهم وبين أيدي الرأسمالين الذين يحلبون كل بقرة حلوب ، هاربين بذلك من كل عقدهم وغباوتهم وأحساسهم بالنقص ، بأقامة الحفلات والمأدب والتي هي دليل واضح على البداوة .

يا أمنا حل السلام
وأشرقت في المهد آيات البشارة
والنجم أمسى ضاحكآ
نثر الضياء
مواسمآ للطهر في باب المغارة
فبأي ذنب
أوصدو الأبواب وأغتالوا العصافير الصغيرة
اطفؤوا ..
نجمآ يدل على المغارة

واشرقت في المهد آيات البشارة ، تناص مع النص القرآني ( وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ )
والنجم أمسى ضاحكآ ، تناص مع النص القرآني ( وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ )
فبأي ذنب ، تناص مع النص القرآني ( فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )
أوصدوا الأبواب ، تناص مع النص القرآني ( وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ )
نجمآ يدل على مناره ، تناص مع النص القرآني ( وَعَلَٰمَٰتٖۚ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَهۡتَدُونَ )

يتكون كل دين أو نهضة أو ثورة من عنصرين : العقل والحب ، أحدهما النور والأخر الحركة ، يهب الأول الأدراك والمعرفة والبصيرة للناس ، والأخر يهب القوة والحماس والحركة ، وكما يقول الكيس كارل : فأن العقل " العقل هو مصباح السيارة الذي يدلها على الطريق ، والحب ماكنتها التي تحركها ، كلاهما لا شيء بدون الأخر " وبالذات الماكنة بدون المصبح حب أعمى خطير .
فكل نهضة هي كائن حي تفكر بعقل علمائها وتحب بقلب شعبها ، وكل مجتمع يكون فيه الأيمان والأخلاص والحب والفداء قليلآ فالمسؤول هو الشعب .
فمن المذنب هنا ؟ أمتنا ؟ التي إهملت مسؤليتها تجاه الشعب ..
هذه العصافير الصغيرة لجأت الى الخليفة الغاصب ؟ من احفاد هؤلاء القوم الخائبين ، ألا أنهم وجدوه جلادآ يرقد في كرسيه ..
يالها من دائرة مخيفة ! أن اقرب الناس لهم هو عداءآ لهم ، وان الاقرب مدارآ الى محور الصدق وشمس الغيب هو الأكثر كذبآ وأشد مكرآ .. تلك العصافير الجريحة الخائفة ، التي رحلت الى مهبط الوحي ملبية نداء النبوة ! وهربآ من الثالوث المشؤوم وبحثآ عن الثالوث الألهي المقدس ( الحرية ، المساواة ، الوعي ) ، ألا أنهم أصبحوا ضحية لثالوث آخر أكثر شؤمآ ؛ ثالوث ( الخليفة - الشيخ - الفقيه ) ، فلبة نداء الوصي بشفاه تلتهب من شدة العطش وأقدام مجدرة من طول الطريق وقلب مفعم بالشوق والعشق وهي تشتكي الى ربها وتقول ( وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ ، بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ )

يا أمنا
لا تحزني ، ضمي أزاره
قد بارك الرحمن حملك ، واستوى
في غيهب الظلمات نور
فلم ، وأمة يعرب
يا أخت هارون الطهور
حلبت بأنواع المسوخة كلها
لم تستح ..
وعقالنا العربي غض الطرف
واستثنى وقاره

لاتحزني ، ضمي أزاره تناص مع النص القرآني ( وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ )

قد بارك الرحمن حملك تناص مع النص القرآني ( قَالَتۡ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّٗا )

في غيهب الظلمات نور تناص مع النص القرآني ( قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ لَا تَقۡتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلۡقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلۡجُبِّ يَلۡتَقِطۡهُ بَعۡضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ )

فلم ، وأمة يعرب
يطلق اسم يعرب على الذكور ، ويعني الرجل الذي يحمل صفات عربية أصيلة ويتميز بالكرامة والشرف والطيبة ، ويعرب بن قحطان أبو العرب .

يا أخت هارون الطهور تناص مع النص القرآني ( يَٰٓأُخۡتَ هَٰرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمۡرَأَ سَوۡءٖ وَمَا كَانَتۡ أُمُّكِ بَغِيّٗا ) ان المراد من هارون عدة اقوال : احدهما أنه كان رجلآ صالحآ من بني أسرائيل ينسب أليه كل صالح وعلى هذا فالمراد بالأخوة الشباهة ومعنى ( يا أخت هارون ) يا شبيهة هارون ، والثاني : انه كان أخاها لأبيها لا من أمها ، والثالث : أن المراد به هارون أخو موسى الكليم وعلى هذا فالمراد بالأخوة الأنتساب كما يقال : أخو تميم .

- فما نراه ومازال متشبثآ بقصة السيدة مريم العذراء بألمآ ، يبكي عليها ، وبهذه الدموع تتحدث مجاميع الشعب وتترجم بكل دمعة كلمات حبها ووفاءها لهذه السيدة ، وهذه هي لغة الشعب وأي لغة ، أصدق وأنقى وأكثر أخلاصآ من اللغة التي تكون كلماتها ، ليست ألفاظآ ولا خطوطآ بل دموعآ ، وتكون عبارتها أهات وألامآ وصراخآ محبآ مشتاقآ ؟
وحين تتكلم العين يكون تعبيرها أصدق عن اللسان أفليست الدمعة إجمل شعر ، وأعنف عشق وأقوى أيمان وأحر أشتياق واشد احساس وأخلص قول وألطف حب والتي اجتمعت كلها في مجمرة قلب وذابت فأصبحت قطرة ساخنة اسمها الدمع ؟
ولكن بقى كل هذا الحب عقيمآ .. لم تكن هذه الدموع ألا كمطر ينزل على صحراء قاتلة ، لا ينبت فيها أي شيء ، فذهبت هباءآ كل هذه التضحيات والقوى الأنسانية .
صارت المجازر العامة وابادة الأمم جهادآ ، ونهب الشعوب زكاة ، وطواغيت الأرض اصفياء الله ، وأعداء الناس احباء الله المخلصين و ...
اليوم تعالوا اخبركم عن أمة يعرب ماذا حل بها .. القصر الأخضر ل " رب المؤمنين " يغط في سكر الخمرة وتزدحم في أروقته أوامر الجهاد وجبي الزكاة واستنساخ القرآن ووضع الحديث وزيادة انتاجه ؟؟
المجاهدون ينهمكون في تهديم معابد الشرك ؟ وبناء المساجد في بلاد الكفر ؟ و غ ز ة تذبح بالجهاد المسوخ ، وحكام امة يعرب المسخ يرتعون اليوم في معلف الغنائم وتربو شحومهم وتسمن اجسادهم وامير المؤمنين " نافج حضينه بين نثليه ومعتلفه " كما وصفهم امير المؤمنين علي عليه السلام في الخطبة الشقشقية ..
( أن امة تقبر رجالاتها صمتآ لهي أقرب من الفناء أقرب . فيما كتب ثان في مشروع كتاب يلخص حقبة من خواء الزمن ويفضح المتشدقين بالفروسية وبيارق الكرامة واستطالة الألسن : كل يبحث عن سلوى .. كل في التمادي يمور .. الزمن فصلوه حذاء وطفقوا يطأون به كواحل عيون الأرض ورفل ميس الندى .. يطمرون نداء الهواء الطليق غير آبهين بالفحوى ؛ غير محتاطين لصوت العرض ... تراهم عراة يلجون ميادين الخديعة - المعدة لهم عزلآ يقتفون خطى العهر .. العيون الساخرة تلاحقهم .. الكفوف الممتلئة تلطمهم على مؤخراتهم .. هم في الغي يعمهون .. منكسون أذلاء ... خنوعون ... ضائعون .. ) *

ياصاحب الزمان ..
يا منقذنا ..
ياصاحب الزمان
//
القادة الزور .. اللصوص .. الغرباء ..
الساسة التجار ..
والحاشية الغلمان
//
قد افرغوا الحقل من البيدر ..
والنخل من الأعذاق ..
والصحن والرغيف ..
والدار من الأمانة
//
وشوهوا المحراب ..
والمئذنة ..
الأنجيل ..
والقرآن ..
//
لذا
فنحن الآن
//
مهاجرون دون أنصار **

( * ) : سرد ادبي " فضاءات التيه " الى الأديب الكبير الأستاذ زيد الشهيد
( ** ) نص شعري ( جرح اكبر من الجسد ) الى الشاعر الكبير الأستاذ يحيى السماوي

✍️ قصي الحاج حسن أيدام

              //////////////

صلبوا المحبة والسلام منذ قرون، والآن يواصل شذاذ الآفاق ال..ص..ه..اينة قتل الاطفال في مهد سيد المحبة والسلام، ولو كان في هذه الامة حياة لما استطاعوا.

طفل المغارة
_________

يا أمّنا العذراءُ يامريمْ
هزّي بجذعِ اﻷمةِ الحمقاء كي تفهمْ.
هزّي، فإنّ الطلعَ إنْ يعفنْ
شاهتْ ثمارُ التمرِ، ثمّ هوتْ
قممُ النخيلِ لموتها المبرمْ.
                ..................
                            ............
يا أمّنا العذراءُ يامريمْ
الدومُ والبرحيّ
في سعفٍ تجذّرَ واستطالْ.
فيه الشفاء، فأمّتي
تذوي وينهشُ لحمَها داءٌ عضالْ.
نتوارثُ الأحمالَ من جيل لجيلْْ
ونضيعُ بين أزقَّةِالمنفى وأروقة الرحيلْْ
وندورُ تطحنُ عُرْيَنا الكلمات في سوقٍ هزيلْ
ياأمنا أ ين المآلْ؟
                                ...............
                                   .................

ياأمّنا حلّ السلامُ
وأشرقتْ  في المهدِ آياتُ البشارَهْ
والنجمُ  أمسى ضاحكاً
نثرَ الضياءَ
مواسماً للطهرِ في بابِ المغارَهْ
فبأي ذنبٍ.
أوصدوا الأبوابَ واغتالوا العصافيرَ الصغيرةَ
أطفؤوا...
نجماً يدلُّ على مناره.
                     .......................
                                 ................   
يا أمّنا
لاتحزني، ضمّي  إزارَهْ
قدْ باركَ الرحمنُ حملكِ، واستوى
في غيهب الظلماتِ نورْ
فلمَ،  وأمةُ يعربٍ
يا أختَ هارونَ الطهورْ
حبلتْ بأنواعِ المسوخةِ كلِّها
لم تستح
وعقالُنا العربيُّ غضَّ الطرفَ
و استثنى وقارَهْ
_________
ريم البياتي..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي