PNGHunt-com-2

سد مأرب : الشاعر محمدزينو شومان /لبنان

سد مأرب

لا شيء في جرابي وتحت أظفاري
لتعد بعثة التنقيب بين أضلاعي وفي جيوبي وجواربي
عن آثار الغنى والميسرة من حيث أتت
لم تسدل علي السماء ظل الأنس والنعمة
لم تنبجس في عقر ظهري وتحت وسادتي
بئر نفط أو غاز

رغيفي الوحيد الذي هو حساب ادخار
ليوم أسود
ألقيته للقططة الجائعة التي
تتناوب برميل النفايات
ولا تعود إلا خاوية البطون
ليس لدي ما يستثير شهية التماسيح
وسمك القرش والتنافس العدواني
والأطماع بين الإخوة، أو بين الأعداء

لم يقتتل من أجل قرباني الوضيع قابيل وهابيل
ما كان لدي ما حرض على حرب داحس والغبراء
أو أي حروب مشابهة كالحرب الباردة أو الحارة
أأتهم بإيقاظ الفتن
وأنا أجهل كيف أشعل عودَ ثقاب؟
ما مصدر النار؟ لست أنا مخترعها الأول
ولا مخترع الديناميت
ألم يندم الأخ نوبل على ما جنت يداه؟

لطالما وقفت حاجزاََ بين نفسي وميولها الشريرة
لم أمالئها يوماََ وما أبديت لها ودي
وشفقتي وانحيازي الأعمى
ما زلت أنا وإياها في صراع لن ينتهي
ما دام الجشع مادةََ للصراع على الأرض
أهوائي كلها وضعتها في الغربال

دخلت المطهر مثقلاََ بآثامي وغواياتي وذنوبي
ذاكرتي نفضتها أمس ككيس الطحين
لتتطاير منها المعاصي في كل اتجاه
لا تسألوني عن مصيري الذي ليس ملك يدي
أو عن مصير العالم:
أليس رهين المصادفات والمغامرات؟
لعل خطأََ غير متعمد ينهي أسطورة الخلق
على هذا الكوكب المبتلي بجنون الإنسان وطموحه الأهوج

لا تسألوني عن انقراض بعض أنواع الحشرات
والقيم والأخلاق
النسيان دائي المزمن الذي لا علاج له
ما لي وللطيش البشري أنا المهموم
بفطوري اليومي
برتق نعلي من شدة الجري من قارة إلى قارة،
ومن خيبة إلى خيبة،
ومن طامة إلى أخرى،
ومن دولة فاشلة إلى أفشل منها،
طمعاََ في ملاذ آمن وفرصة للعيش

كم نازح يائس ابتلعه البحر!
كم قضى هارب من جحيم الشرق
على الحدود الأوروبية والغربية!
هلّا أقص عليكم أسوأ القصص؟!
دعوني وشأني لست واجب الوجود
لاستمرار الكون
عبثاََ ألوح بقبعتي لعل زورقاََ ما ينتشلني
من خضم الندم...

ألا غاية لي ولا وطر؟
أي حلم لي، بعد، بعدما ظل ينخفض حتى
لامس كاحلي
ماذا تجدي كل حنفيات الأمل وسد مأرب
قد انهار؟
ألا من سد آخر؟!

لبنان _ زفتا في 2024/2/10
محمد زينو شومان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي