PNGHunt-com-2

عن الأدب المقاوم ومعاناة الشعوب المظلومة كتبت الأديبة اللبنانيةتغريد بو مرعي

حول حركة الأدب المقاوم التي تسلط الضوء على القضايا الإنسانية ومعاناة الشعوب المظلومة.

كيف تعامل الأدب المقاوم مع جرائم الاحتلال الاسرائيلي وتوثيقها  في معركة طوفان الأقصى ..

كتبت تغريد بو مرعي/ لبنان/ البرازيل

إن الأدب المقاوم يشير إلى الأعمال الأدبية التي تعبر عن المقاومة ضد الظلم والقهر، وتسعى لتغيير أو تحسين الوضع الاجتماعي والسياسي. يهدف إلى تحفيز التفكير والوعي الاجتماعي، وتسليط الضوء على قضايا العدالة والحقوق، فيشكّل تأثيرًا في وجدان الجماهير وتوجيهها نحو التفكير النقدي والتحرك.
يظهر أدب المقاومة كوسيلة فعالة للتعبير عن التحولات الاجتماعية والسياسية وتسليط الضوء على قضايا الظلم والاضطهاد من خلال روايات قوية وشخصيات مؤثرة، مما يحفز الوعي الجماهيري ويثير الانتباه لهذه القضايا، فأدب المقاومة يساعد في توثيق الوضع الاجتماعي والسياسي القائم، مما يمكن الجماهير من فهم الوضع بشكل أوسع وأعمق، بالإضافة إلى أنه يدعو القراء إلى التفكير النقدي واستجواب الأوضاع القائمة، مساهمًا في تحفيز التحولات الفكرية والاجتماعية، كما أنه يقوم بخلق روح التضامن والوحدة بين الأفراد والمجتمعات المتأثرة بالظلم، مما يشجع على التحرك المشترك لتحقيق التغيير..يمكن للروايات والقصص القوية دعم الحركات الاجتماعية والسياسية، حيث تصبح مصدر إلهام للأفراد للمشاركة في النضال من أجل العدالة.

مؤخرًا ساهم أدب المقاومة في تشكيل وجدان الجماهير وتوجيهها نحو فهم أعمق للقضية الفلسطينية والقضايا الانسانية والسياسية وتوثيق جرائم الاحتلال الاسرائيلي في معركة طوفان الأقصى، مما ساهم في إحداث التحولات وتحقيق التغيير في فهم الحقائق وكشف الأكاذيب عبر التاريخ ، وشكّلت نافذة على التفاعل ونقل الآراء إدانة لكل أنواع العنف والإرهاب الاسرائيلي ، تعبيرًا تضمانيًا من مختلف الشعوب حول العالم مما أسهم في تكوين وعي عالمي...

هل ساهمت حركة الأدب المقاوم في التغيير وكان لها دور فعال في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني المظلوم وتوثيق جرائم الاحتلال؟؟

قضية فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني كانت ولا تزال حاضرة في الأدب المقاوم، الذي لعب دوراً هاماً في تسليط الضوء على الجرائم والمجازر التي تقوم بها اسرائيل. كثير من الكتّاب والشعراء والفنانين قد استخدموا أعمالهم للتعبير عن الظلم الذي يواجهه الشعب الفلسطيني والصراعات الدموية المدمرة مع المحتل، فكانوا دعاة للسلام والعدالة في العالم، ودعاة إلى وقف العنف، وإظهار الحقائق وحماية حقوق الإنسان. فالشعراء لديهم القدرة على إلهام الأمل والمرونة. إن توظيف كلماتهم ونقل رسائل قوية وتحفيز التفكير والتأمل يمكن أن ترفع معنويات الناس بتذكيرهم بقوتهم وإرادتهم من أجل التغيير وإمكانية مستقبل أفضل، وسيذكر التاريخ في صفحاته( ديوان طوفان الأقصى) بمبادرة الشاعرة والمترجمة اللبنانية تغريد بو مرعي التي دعت لهذا الديوان فاجتمع فيه مئة قصيدة لمئة من شعراء الوطن العربي كما قامت بترجمة الديوان إلى اللغة الانجليزية توثيقًا لهذه الملحمة التاريخية ، وسيذكر التاريخ أيضًا ديوان طوفان الأقصى بمبادرة أطلقها الشاعرين الكبيرين سعيد يعقوب ودكتور صلاح جرار من الأردن استجاب لها مئتين وثلاثين شاعرًا عربيًا من مختلف الأقطار العربية ، وأيضًا ديوان " طوفان الأقصى" بمبادرة الشاعرة الجزائرية وردة أيوب عزيزي حيث استجاب لمبادرتها مائة شاعر وشاعرة من سائر الدول العربية ... 
إن هذه الدواوين وغيرها من آلاف الأشعار والقصص والرسومات التي جسدت طوفان الأقصى هي استجابة صادقة ومباشرة لصدى الغطرسة الإسرائيلية، فكانت شكلًا من أشكال المقاومة الثقافية بكل ما تبعثه من التمرد والرفض وما تود إيصاله من حقائق ووقائع في ظل تعتيم إعلامي مبرمج..

في ميدان التعبير الإنساني، لطالما احتل الأدب المقاوم مكانة فريدة كوسيلة لشهادة التاريخ، ومنح الصوت للصامتين، ونقل أعمق المشاعر.
وفي معركة طوفان الأقصى كان الأدب بمختلف فروعه وأنواعه وسيلة للتعبير عن واحدة من أعمق وأصدق الصراعات في زماننا - الصراع من أجل فلسطين.
فلسطين موردًا للألم والصمود، مكانًا حيث التصميم العاتي لشعب يتوق إلى تحقيق حق تقرير المصير يواجه قوى الاحتلال والظلم والتشرد.فرأينا العديد من الأشعار والقصص والرسومات والأغنيات تنسج خيوط الطوفان مؤرخين الانتصارات والهزائم، الآمال والأحزان والصمت والتضامن ...
طوفان الأقصى الذي أسهم في تدفق المشاعر الهائل، والتضامن، والدعم الذي اجتاح العالم ردًا على محنة فلسطين المستمرة. إنه تعبير عن التضامن الثابت مع الشعب الصامد في غزة، الذي رغم الصعوبات، استمر في مواجهة التحديات الهائلة بقوة وصمود وعزم شديد .
إن معركة طوفان الأقصى منحت صوت لصرخات المظلومين، وخلق أعمالٍ ليست مجرد كلمات على الورق بل هي عامل للتغيير، مصدر للقوة، وجسر يربط المجتمع العالمي في رؤية مشتركة للعدالة والسلام.
ومن خلال الأدب المقاوم نشهد القوة في تجاوز الحدود وبناء الجسور. يأتي الشعراء والأدباء والفنانين من خلفيات متنوعة، لكنهم يشتركون في هدف مشترك: الدعوة إلى حقوق الفلسطينيين، وإلقاء الضوء على الظلم الذي يتعرضون له، والوقوف تضامنًا معهم، توثيق الجرائم الوحشية للاحتلال...
معركة طوفان الأقصى تذكرنا بأن الصراع من أجل فلسطين هو قضية عالمية، وأن نداء العدالة والحرية لا يعرف حدودًا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي