حوالة مالية : الكاتبة نهاد بدران
حوالة مالية....
تلقيت رسالة أن لي حوالة مالية ويرجى استلامها ؛….
كان شعوري كأنني تلقيت دعوة من الرب لأزور الجنة …لا أكثر في الجنة لايوجد اسواق ضخمة اسمها مول الآن ؛…ولايوجد أزياء !…
وغير هذا ….
لا أحب اللبن ولا العسل !…..
سألتُ نفسي من أين لي هكذا مبلغ وأنا ليس لي أقرباء ،لا داخل الوطن ولا خارج الوطن ؟…
فأنا أشبه بالغريب الذي يبحث عن مخرز ليضعه في عينه التي فقدها ؛….وهويبحث بعينه الثانية عن وطن يلقي عليه قميصه ..!…..
أن ضحكت لك الحياة فعانقها ولاتسأل أكثر !….
جلست ُ في الحافلة أحلم ؛…وأخبر نفسي بأشياء كثيرة ،جزء من المبلغ لردِّ ديوني التي تقاسمني سريري وأحلامي الغبيّة !…وأشخاص كثيرون أساعدهم وَلطالما تمنيتّ ُوبدأت أعد على أصابعي عامل النظافة الذي يمر ُّصباحا من أمام بيتي والعجوز الذي يبيع الغزلة على قارعة الشارع !….سأشتريها كلها وأهديها لأطفال المدرسة ؛…وذاك الجندي الذي فقد ذِراعه في الحرب ؛…سأساعده لتركيب يدأصطناعية .؛….وأمُّ شهيد أراها كل مساء تجلس حزينة في حديقتها الصغيرة سأتكفل بعلاجها مدى الحياة !….
كنت قد وصلت ُالمكان المراد دون ان أعي !….والمبلغ موزع في خيالي القيت ُالتحية على الموظفة ،
سألتُها : عن المبلغ المحول باسمي!…. طلبت ْمني الانتظار قليلا بعد أن أخذت البطاقة الشخصية ؛….رأيتها من خلف النافذة الزجاجية تطلبُ من أحد الموظفين ؛…أن يكتب شيئاً ما على الحاسوب ؛…وماهي سوى ثوانٍ رأيتُ الاثنين يتحدثان في باديء الأمر ؛…كان حديثهم غير ملفت ؛…لكن الحديث أحتد َّبينهم وانقلب الى شجار؟….
عادت ْ مسرعة ً بعد أن ضربت الطاولة بيدها ؛….نظرت ْلي ؟….وقد تغيَّر لون وجهها أعذريني سيدتي حدث خطأ !…..
ورأيتُ في الأسماء أنَّ الحوالة ليست لك .!……
لفتَ انتباهي وأنا عائدة ومقصدي منزلي ؛…أن العجوز باع كل مالديه لأطفال المدرسة ……توقفتُ أمام جنازة لأتفاجأ أنها جنازة أم الشهيد !….و جميع المشيعين بأطراف أصطناعية يتقدمهم الجندي وعامل النظافة ؛….كانت أنظارهم مثبته على شيء لم أستطع رؤيته !…..
تابعت ُ مسيري فقد كنت ُمنهكةً !….وحين وصلت ؛….دهشت ُ من وجود أناس لا أعرفهم!….
ومازاد دهشتي نظراتِهم التي قرأت ُ فيها سؤالاً كيف يدخل منزلنا غرباء ُ دون استئذان!…… .
بقلمي
نهاد بدران
٢٢-٢-٢٠٢٤
دمشق
تعليقات
إرسال تعليق