PNGHunt-com-2

من كتيب الأنفاس :الشاعرة سعاد محمد

من كُتيِّبِ الأنفاس..

في الميثاقِ السّعيدِ بين الوردةِ والهواء..
هي تطرِّزُ طلعَتَهُ بمكُّوكِ الأنفاس، وخيطانِ التَّوهجِ..
وهو ينقلُ إليها رسائلَ الطَّلعِ الممتعة، وخاتماً من طنين!

في الوقتِ المؤنّثِ..
يصبحُ آدمُ طيِّباً كمندرين الرّبِ، وتصبحُ حواءُ أنفاً!
أمّا في الوقتِ المذكَّرِ..
فتكونُ هي بارودَ الأمنياتِ، وهو عودَ ثقاب الحظِّ!

في الوفرةِ الرَّسوليةِ للأنفاس..
يتعافى الوجودُ:
تنهيدةٌ تُربطُ في يد غالٍ، ليعود!
صلاةُ الماء على بعثِ الحقول..
وهو يغمسُ أصابعَهُ القربانيّةَ في التّراب..
ليحيي طميرةَ الخلق!
علبةُ موسيقى الجسدِ، ومرجعيّةُ الجاذبية!
نبرةُ الرّوحِ وهي تصارعُ حدائدَ الطّينِ!
غيرةُ الماضي من مشاعرِكَ المعتدلة..
يهزُّكُ كغربالٍ بكفِّ عبيري الآثام..
حتّى تئِّنَّ عظامُكَ..
فيندمُ..
يعتذرُ ويعودُ إلى زمنِهِ البليد!

في الحضورِ المقمَّطِ بتعاطفِ الرَّبِ..
الحضور الّذي يهرقُ وسامتَهُ على جرزةِ أحاسيسك..
يفرفرُ القلبُ كفراشةٍ..
يزوبعُ دمُك في زواريبِ الجسدِ..
ليعتلي تلّةَ النَّبضِ..
لعلَّ ذاكَ الحضورَ يتعرّقُ في عينيكَ وروافدِها..
بإوزِّ الرّغبةِ الصّريحة!..

وأقدسُ العطور..
الهواءُ القديمُ بخميرةِ العزِّ..
يلّوحُ لكَ من بعيدٍ بالرّغيفِ الكريمِ..
فتتقصَّفُ جوعاً كسنبلة!
وأوجعُ العطورِ..
لهاثُ وطنِكَ خلفَكَ أنّى ارتحلتَ..
يهدِّدُكُ بأوثانِك الحيّةَ..
وتخاريمِ قلبِكَ الباقيةِ خلفَ عتبةٍ ما..
ولا يرضى عليك..
حتّى تقبِّلَ يديه..
وتزكّيهِ بساقيةٍ من دمك!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي