البئر : قصيدة الشاعرة ريم البياتي في مهرجان المربد
قصيدتي التي القيتها في مهرجان المربد في البصرة الفيحاء
البئر
_____
غفوت وكان نور الفجر بين الصحو والوسن
غفوت على فراش الشوك والمحن
تدثرني حرابكمو
تلاطمني رياحكمو
وبين الصحو والوسن رأيتكمو
جلالتكم...فخامتكم...سيادتكم...سعادتكم...سماحتكم..سموّكمو
وحيدا يوسف الغزّي يرسف في قيودكمو
نبيا يوسف الغزي تطعنه سيوفكمو
وتلتفّون حول البئر...من يلقيه...أيّكمو
صرختُ وكنت فوق السفح ... ويحكمو
مددت يدي التي طالت وتدفعها ملايين من العرب
الذين قضوا بظلمكمو
ولكن، قلت قبل البدء
أستفتي ضميرا عاف من زمن صدوركمو
إذا بيعت دمشقية
أليست من بناتكمو
وإن سحلت بارض الله غزية
أليس الجد قحطان
وإن سبيت عراقية ومصرية
أليس الدم بعضا من دمائكمو
أصار العرض فرديا
وصار الدين فرديا
وبات محمد العربي بين شعابكم
متشرداً يخفي هويته
جعلتم دينه حقلا لزرعكمو
والبستم شرائعه ثيابكمو
أردتم دين كالحرباء لا لونا ولا طعما
فكل قبيلة صنعت لها صنما
وكل إمارة جعلت لها ربا
غريبا ازرق العينين
يرطن مايطيب له
وكبّرتم على أعتاب معبده
صلاة الشكر قدمتم لسطوته
ومن دمنا القرابينا
جعلتم جمعنا بددا
وصرنا في كتائب حربكم عددا
قتلتم نخوة العربي في دمنا
واحييتم طوائفنا
وضعتم فوق عنق الخبز سكينا
وشرّ عتم منافينا
فمن في الله يحيينا
ويغسل عاركم عنا
وهل في العُرب من قرمٍ
يرد الصوت إن نادت بوادينا
رأيتكمو تشيحون الوجوه الصفر
فامتدّت يدي الطولى لتجمعكم
وفي أغوار تلك البئر تلقيكم
وتغلق فاهها بالصخر
تنقش فوق غرّته
بإزميل عميق القهر ينصفكم
رجيمٌ من يزيح الصخر يخرجكم
وحين هممت نحو سلاسل الغزّي
كان الباب يرتطم
وحول فراشيَ المسكين يصطف رجالكمو
نسيت الحلم .... واستغفرت ربكمو.
ريم البياتي..
تعليقات
إرسال تعليق