الطابور : الأدب أحمد الخليلى
الطابور
قلوبُُ هىَ أم قنابلُ
مَحْشُّوَةُُ بالغِلّ ؟
هى الأَكُفُ بِمَلْمَسِها الحريرِ
حين تُصافِحُنا تصفعُنا حتى نغيبَ
تَخْمِدُ فينا كُلُّ طاقةِِ
حتى النحيبِ
هى الأكُفُ تخدعُنا بالقوتِ
حتى نموت
فى طابورِ المدرسةِ كان النظامُ على صرامَتِهِ
لهُ طعمُ الحُنُّوِ
كُلمَّا تَجَعَّدَ وجهُ المُدّرسِ واتَّسَعَ مُحيطُ عينيهِ
كانت روعةُ الدُّنّو
ظلَّ الطابورُ صفوفاً أربعةً
وكُلُّ مُدَّرسى المدرسةِ يُلَقَوْنَ التوجيهاتِ المُخلصة
الشفاهُ وعضلاتُ الوجوهِ والخبرةُ العاليةُ
فى المُراوغة وفى رسم الإبتسامةِ هى أيضاً أدواتُُ بالية
مِن مَكتبهِ صَوَبنى النَّاظر
حين كَسَرتُ مُوْضِعَ رفعِِ بشَّدَةِِ وحزم
وَعَنَّفَ المُدرّسَ
هكذا نرى من الجنَّةِ الآن فى الدُنيا القلبُ الذى
لا زالَ يُحِبُّ
كُلُّ هذى السنين التى أنفَقَتْهَا القلوب فى الكراهية
لاتسطيعُ أنْ تُنَقِّى لحظةً واحدةً
يشوبُها دَمُُ عَكِرْ
فى الفصل وَزَّعَ المُدرّسُ كُتُبَ التسليةِ
ثُمّ قام بجمعِها فى اللحظةِ التالية
لم يَعُد الطابورُ صفوفاً أربعة
فقد أفسدهُ طابورُُ خامس
أوشكنا أنْ نحفظَ النشيد
لكن حلَّ ظلامُُ دامس
تعليقات
إرسال تعليق