السباق الأخير :الأديب اللبناني محمد زينو شومان
السباق الأخير
انتهى السباق ومعه نَفَسي الضفدعي الأخير
ما تبقى من العمر لم يعد صالحاََ للاستهلاك
عم أبحث الآن بعدما استنفدت كل جوارحي؟
أين سمعي وبصري ومذاق الشجون المختلطة؟
لم يبق في المخزن أي طموح
لعلاج هذا الفراغ الجيولوجي داخلي
ماذا أفعل هنا غير تنفيذ حكم الأشغال الشاقة؟
لا تسحبوني من قبري الجماعي
لقد أوفيت بوعودي وعهودي كلها
ما استحق منها وما لم يستحق
ما زال في ذمتي الوطنية ضريبة الوفاة
لم أنسها ولا أنوي التسويف والمماطلة
لسوف أدفعها عاجلاََ قبل أن يجف عرق قبري
لا تسألوني بعد عن أحوال الدنيا
والعشيرة والدولة الفاشلة وعيد الاستقلال
والانتخابات المزورة
لا تذكروني بالحرب والحواجز
والخطف العشوائي وحذائي الرث
وبصداعي النصفي ونوبات القرحة
وضرس العقل
لكم خاب مسعاي وظني مع رهان اليانصيب والميسر
سأترك لكم غرفتي الوحيدة الآيلة للسقوط
وسند الإيجار
لن أحمل مقاولاََ أو سمساراََ عواقب مروري
على هذه الأرض
هي مسؤوليتي وحدي..
جنايتي التي لا أنكرها كمولود سفاح
لقد دفعت آخر كمبيالة للمرابي
حتى أعتق رقبتي
لم أزدرد لقمةََ في حياتي مجاناََ
لست ممن يتشبث بهذه الفانية كالأخطبوط
أو كالدائن الذي لم يستوف ديونه المتأخرة
تشهد علي أطرافي أنني عديم الفطنة
قليل الحيلة والحيطة والاحتراس
يمر الزمن من فوقي ومن تحتي وأنا غافل عنه
لماذا أؤجر ظهري لملاكي الأراضي والرقاب والأرواح؟
لا عابر سبيل يهديني إلى طريق
أتراني خارج منطقة العناية الإلهية
واهتمام الدولة؟
لعلي في الجانب الذي لا تصله الشمس
من حياتي
ملقىََ في صندوق مقفل
أخشى أن ينالني مصير وضاح اليمن
طمراََ في حفرة
أهي الهزائم تلاحقني حذو النعل للنعل؟
أأعود خائباََ من أوغاريت
دون العثور على كنز أشواقي وتباريحي المدفون هناك؟
لمَ يتجنبني منزلي كمصاب بذات الرئة أو الرئتين؟!
لمَ أصرخ وصوتي ضائع في الفضاء السوبراني؟
لبنان _ زفتا في 2024/2/3
محمد زينو شومان
تعليقات
إرسال تعليق