PNGHunt-com-2

من هو المصلوب ياترى ؟ :للناقدين شاكر الخياط وغازي الموسوي في نص الشاعر قاسم محمد مجيد /المصلوب على جذع نخلة

.......................
من هو المصلوب ياترى؟

ألناقد
شاكر الخياط
Shakir AL Khaiatt
.............................
ومن نأى بنفسه عن الصلب منا؟
وهل سيشملنا هذا الصلب كلنا ام انه سينفذ على احدنا دون الاخر..
اي نص منهمر المشاعر هذا يا اخي؟
هذا النص الذي امامنا فيه من الانين الى حد البكاء لكلا القارئَين:
* قاريء مطلع من العموم لم يسبق له ان يتعرف على الكاتب..
* وآخر مطلع متابع يعرف الكاتب جيدا..
والفرق ان الاثنين في متابعتهما سيعطيان الرأي كل بحسب خلفية ومساحة ملكته النقدية والثقافية.. لكن الفارق الأهم ان الاول سيقرأ ويؤشر على مايرى وهو حق مشروع ثم ينصرف الى حيث يريد.. فيما سيتوقف الثاني ابعد من مجرد القراءة اوالتأشير ثم الانصراف..
لانه يعرف الكاتب ومايعتمر دواخله من روح انسانية راقية، ومن قلم مبدع حثيث، ومن حس ينطوي على نضج ثقافي وارث اجتماعي راسخين،هذا عدا عن الاصالة المعهودة وحب الوطن المعلوم والرغبة الدؤوبة في البحث عن الجديد...
حسنا فعل الاستاذ ابو طبيخ الموسوي في تناوله وعرضه هذا النص لكي يوثق للمبدع حقه، وان يُطلِع قراء ومتابعي (افاق نقدية) على قلم يحمل من الالم والحزن مالايستطيع احدنا ان يتنازل عنه لغيره، ( فالحزن في بلدي الذبيحِ مباحُ ... والصمت ابلغ ان ذكته جِراحُ)، هكذا ارى النص بحد ذاته تجليات لمتراكم طويل وعميق من الآهات طال مكوثها في صدر الشاعر،بل وصدورنا جميعاً، ولكأنني به وهو مكتوف الايدي ومعصوب العينين يسير متأرجحاً بين بغداد الحلاج المحزن وبغداد الحاضر المبكي.. النص كان معبرا بشكل واضح عن رؤى مشتركة عند الكل، فهو يتحدث بلغة الضمير الجمعي وهذا رقي يؤشر للاستاذ قاسم محمد مجيد المبدع النبيل، على ان لي رأيا في جانب محدد يتمثل في أنني كنت اتمنى على السيد قاسم ان يمد  في استلهامه قليلا ، مع تاكيدي انه ادى ما عليه عميقاً،انما اشعر ان هناك الكثير ممّا هو محبوس في المحاجر كاد ان يساعدنا في استئصاله اوالبوح معه بذات المشاعر التي اصبحت عنوانا للناس ونحن منهم بكل تأكيد..
ولقد رايت اللمعان الشعري في هذا النص من خلال موسيقى ثقيلة من ايقاع الحُداء ، التي اذا جمعت فستنتج مدوراً احيانا ،ربما ماكان الكاتب يقصده، فهي عفوية النغم قوية التجليات من دون تكلف بل بتلقائية واضحه...
تحية لشخص الكاتب وتمنيات بالتوفيق مع الرجاء بان لايحرمنا تواجده الكريم هنا مع زملاء اعزاء له، وتحية اكبار للسيد الموسوي لحسن الاقتناص ..جميل العرفان والتقدير...
مودتي..
نص الشاعر:
...............
المَصْلوب عَلى جِذعِ نَخْلةٍ

قاسم محمد مجيد

لِمَ هَذا النًّهارٌ
يَحملُ عَلى ظَهْرِه نوَّحَ الرِّيح
وَجسَداً مَصْلوباً عَلى جِذعِ نَخْلةٍ 
وَحراساً واقِفينَ مِثلَ سِلالَ  قُمامَةٍ
أَيُّ نَهارٍ هَذا !
********
مٌذْ صَار للْخوْفِ أَجْنحَة نًسورٍ
  التَفَّ النَّاسُ، حوْلَكَ مِثلَ مِنجَلٍ
وسُؤَال  كزَوبعَةِ صَحْراء
لمَاذا تَبْدو وُجوهُ بعض  الرَّجالَ جَبانَةً  ؟
وَلا مُعين  !!
*****************
ألفُ جَلدَةٍ
وَأَنْتَ تَصِيحُ..
لَسْتُ نَبِيّاً كَيْ أُكَلمَ الَّلهَ...
********************
حَينَ رايْتُ  قُضَاةَ بَغْدادٍ ...
نَزَعوا الطَّلاءَ عَنْ وُجُوهِهِم
وَشهُود الزُّورِ مُصْطَفونَ كَالثعالب
ذَابَ  قلبُكَ فِي دُعاءٍ  أَخِيرٍ
وَايقَنَ ....
أن لا حَاكم شَعرَ بالذَّنبِ
وشَنقَ نَفْسَهُ

*الحسين بن منصور الحلاّج (857 – 922)
* نشرت اليوم في موقع  كتابات..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي