حين نسيت صبارتي :الأستاذة غيداء راضي صبح
لم أضطر للنهوضِ للبحثِ عنكِ،
ولم انتظر ساعي البريد كي يرسلكِ إلي ...وجدتكِ صدفةً بينَ فصولٍ اربعة، وأمضيتُ من الساعاتِ عشرين كي أجمعَ روحَكِ المتسولة على رصيفِ الأيام .
ثُرتُ على القوافي ساعةً، ولعنتُ رتابةَ الأحرفِ أخرى ،وأكملتُ أحياناً تكرارَ رسمِ أفكارِ البنان .
فمن أنتِ ياسيدتي؟ حملتُ الدقائقَ في عينيَ، وبدأت أصابعي بالضغطِ على شواطىءِ الفصلِ الأولِ حيثُ كان فحواها غيماتٌ من العتابِ. فمابالُ سيف التقدمِ يمزقُ لديكِ ثوبَ الشرقِ، يوشمُ الكدماتِ على جبينِ أنوثتكِ، وصولجانِ التحررِ يستصرخُ أنواءَ بصيرتهِ عبرَ غيبيات الإيمانِ، وشريانٍ أوحد للخلود. تثورينَ بخمسٍ وعشرينَ سطراً حتى ظننتُ نفسي حارساً لتحرركِ من مخالبِ الصُّياحِ بالعبثِ بأبوابِ الحاناتِ والنباحِ على عرّافات هاتيك الأيام، ثمّ في سطركِ الأخير من فصلكِ الأول تبعثرين أفكاري الرعناء؟ غازلني بعيداً عن خطيئةِ الكلمات، فأنا معتقلة في حدائقِ الشرقيات وأشجان الاخلاقيات ...
لا يغريني صراخُ الزفيرِ عن صباوةِ الخجل وفضائل النهايات ....أهذه أنتِ؟؟ وكيف يدندنُ خلخالكِ بكلّ تلكَ المتناقضات؟ ؟تحبوا أصابعي بعفويةٍ نحو فصلكِ الثاني بعدما ان تلدعَ القهوةُ فضولي الجائع لمعرفة تكملةِ نقرُ العصافيرِ لقلبِ امرأةٍ تغريها مخالبُ الليلِ لكنها صباحا تُصلحُ جناحَ فراشةٍ مهترىءٍ.
ها قد بدأتُ ثانيةً وهذه المرة تعنونينَ الاثام -مقدسة- لامراة معجونة من زنبقٍ عبرَ شرذمةِ عفنِ الإيحاءات ،تستلينَ سيفَ التذمرِ وتستسيغينَ هديرَ أرواحِ الموتى على حوافِ سفرِ التكوين .
فلا النحيبُ والانتحابُ يُصقلكِ، ولا تكفينَ عن جبّلِ ذاتكِ بتأثرِ المصير، ثمّ تعودين بلغتكِ الإنسيابية تشيعين بناتَ أفكاري بتابوتِ الوقت، وفكرة بحوافها الزجاجية تتدحرجُ هاربةً من حانةِ صدركِ بمحضِ عزيمةٍ لتثبيي لي مجددا أنكِ على أبوابِ الإيمان صليدةً كالزجاج ، صلبةً كالحديد، بيضاءٍ كالورق..أنكفىءُ بخطى تساؤلاتي وابتسم فيا للغموض الساكن في مشاتلِ الحبق ويا للكبرياء مابين أناملك واسوداد الحبر على طيات الورق ...تهرولُ الفكرةُ في رأسي لأكمل بينما يقاطعني صوتٌ مَلىءٌ بجنائزِ العذراوات وملائكةِ الغسق تناجين الله باسترداد فصولكِ المنسية وتسألين؟...
بين أذرعِ صباحَ امسَ تركتُ على هذا المقعد الخشبي كتاباً بصفحاتٍ مرتجفةٍ وأحرفٍ متطايرةٍ وأسئلةٍ طرحتها عقل نحلة وحكمة فيلسوفة فهل تعيد لي صبارتي الورقية كي لا يعانقها احد .؟
...صبارتك؟!!!!!؟.خذي ياسيدتي مانسيتي هنا فصوتكِ وحدهُ قرباناً لروحي المتشرّدة بعدَ كلِّ هذا الغرقِ. فلابدَّ يوماً أن أكملُ فصولكِ وأركنُ ابتسامتكِ الوردية وزر لطيف حول عدالة الخالق وحقيقة البشر
غيداء راضي صبح
تعليقات
إرسال تعليق