رؤيةبقلم الدكتورتحسين الشيخلي في ديوان الشاعرة حنان حنا /عبثا يموت الحلم

عبثا يموت الحلم ..
اليوم قضيت صباحي ، في المقهى و على ضفاف التيمس مع ديوان شعر للصديقة حنان حنا ، آسرتني قصائده و الصور الشعرية فيه..
لم أعد أبصر الحياة كالأمس ..
فحجم أحزاني و شجوني ..
قد فاقت شعاب البحار ..

عبثا يموت الحلم هو ديوانها الشعري الاول ، رغم انها سبق وان نشرت نصوصها الشعرية في اربعة دواوين شعرية مشتركة .. حنان ، شاعره راقيه تكتب بدموعها، ومشاعرها المرهفه ،ووجدانها العميق ،ووجع قلبها، وقلب كل أنسان مثقف .
شاعرة ذات لونِ مميز، جمعت بين حروف كلماتها قطوفاً من الوطنية و الرقة و الحلم و الدفء و الجرأة ،تمتلك وعياً وفكراً متنوراً ، وتتمتع بروح وطنية وعواطف جياشة ، دخلت عالم الإبداع و استطاعت عبر نصوصها الشعرية التعبير عن المرأة و مشاعرها و أحلامها و أفكارها بمقدرة فريدة
هذا الديوان شعر رقيق وراقي ،هو روح شفافه وفكر حر ، وقلب طيب موجوع ،ومشاعر مرهفه، وأحساس رقيق ،عذب، وذات أنيقه.
إن ما يجعل من شعر حنان مميزاً هو كونها اعتبرت كتابة الشعر هو بوابتها نحو الوجود، بوابتها التي استطاعت من خلالها أن تعبر عن كل مكنوناتها وهواجسها.
شعر حنان بسيطاً، عفوياً يعرض مشاعرها الداخلية، ولا يحمل بداخله أي تكلف ، فلم تسعَى من خلال شعرها أن تظهر صورة أخرى عن حياتها بل كانت تتحدث من على لسانها بكل صراحة كواحدة من الناس العاديين ممن لديهم همومهم ومشاكلهم وأحزانهم تلك التي تتبادر بداخل أذهانهم، وهو ما تبنته في كتابتها.
أشعارها الدافئة، النابضة بالحياة والكاشفة عن وجه حياة امرأة تعيش حياة كحياة حنان التي تتنازعها مشاعر الحنين الى الوطن و تعقيدات الحياة في غربتها  ستكون منطلقاً وصوتاً أنثوياً لنساء بلدها ولأخريات من العالم كله!
أشعارها التي تحمل  نصيباً هائلاً من الحب والإنسانية تخبرنا بأنه برغم كل شيء سيبقى بداخلنا حب الحياة بكل معادلاتها وهو ما تجسد لنا في شعرها المليء بالبهجة والحزن وبالألم والأمل.
الشعر ذوق وحس عالٍ له وقعه وتأثيره الجميل في قلوب جميع البشر إذا كان شعراً حقيقياً.