PNGHunt-com-2

كبرياء : بقلم الشاعرة غيداء راضي صبح

كبرياء
من عذريةِ الهوى وتَرّنُحِ عهدِ الوصال أنتصرُ على غفوةِ اللّغة، أمتهنُ التعبيرَ حرفةً، وأسقطُ في باعٍ طويلٍ من الاستلهام، لأنجبُ الأنا،
تتعالى صوتُ الشهقاتِ في مخادعِ الأمنيات ،
فأعودُ ممتلئةً ببوتقةِ الأحلامِ، وموسيقا عاريةٍ ممزقةٍ  بقُبَل المجاز .
أشاكسُ الرّياحَ لِأخيطَ الابتساماتِ الهاربةَ من قهقهةِ الكوابيس ،وأحررُ أنينَ أصواتِ العذارى العالقة  في أعناقِ زجاجاتٍ من الخمورِ المعتّقة.
يتراقصُ جسدي بخلخالهِ الرّنانِ بعيداً عن قلبي المتنقلِ كالأبابيلِ في استلهامِ أسرارِ المصلين ،والهباتِ الرّبانيّة للقديسين
فترقدُ أحاسيسي في محرابِ التأني وأطبقُ الأجفانَ عن اللاغفران المُطلق بنبراتِ الأوهام.
تبدأُ الرغبةُ ثانيةً  فتتراقصُ الأنوثةُ في رحمِ الألمِ اليانعِ، ويبدأُ العقلُ بتلويحاتٍ لهجرِ عنايةِ الانتباه ،وقولُ احبّكَ بأرتالٍ منَ القصيدِ، وخيالٍ جامحٍ مُلّقى على كومةٍ من الفساتينِ المعطوبةِ بخصرِ الغروبِ المعقودِ بظفائرِ القدرِ المجهول. 
أنا ياسيدي امرأةٌ طينتُها الكبرياء، تتجرّعُ سكرةَ الصّمتِ ليلاً، تقرأُ سفرَ النسيانِ،  وتستجدي الإلهَ لينقُذها من غطرسةِ النبوءاتِ وأجناحِ الوعودِ والخلاخلِ الثائرّةِ فوقَ أهدابِ النهايات المسمومّة بقصائدِ درويش.
أنا ياسيدي قديسةٌ ثائرةٌ على معبدِ الهشيم، وجسرٌ منَ التفاصيلِ،
أراقصُ حلماً أخرس أجهضُ بالألمِ فأبدأُ  بقولِ اليقين
غيداء  راضي  صبح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي