PNGHunt-com-2

من جعبة الأيام : الشاعر هاني زريفة

مِنْ جَعْبَةِ الأيَّامِ
شعر : هاني زريفة
تَناسَ الّليلَ إنْ لاحَ الصَّباحُ
وبدد ما يُسَرُّ وما يُباحُ

وبادرْ بسمةَ الرَّحْمٰنِ وجهاً
تُبَدِّدُ حزنَهُ زُهْرٌ وِضاحُ

فما دامَتْ لفارِجِها كُروبٌ
ولا عَيَّتْ علىٰ الشَّافي الجراحُ

وسِرْ فلكلِّ قافلةٍ ديارٌ
دَنَتْ ولكلِّ ساريةٍ رياحُ

وجُلْ في الأرضِ إنَّ الأرضَ رزقٌ
لنا ولكلِّ ساعيةٍ فَلَاحُ

وعِشْ فلكلِّ آتيةٍ تلاقٍ
بنا ولكلِّ جاثيةٍ بَراحُ

فما ركبتْ سَنامَ الخُلْدِ فُرْسٌ
ولا رومٌ ولا عربٌ قِحاحُ

هيَ الأيّام نحياها سَحاباً
وما عَلِقَتْ بقَطْرٍ منه راحُ

فنَلْ مِنْ كفِّها مَنَّاً وسَلْوىً
فَكُلُّ سَرابِها شَهْدٌ مُباحُ

وكُنْ ما جادَتِ الدُّنْيا سَموحاً
نَدَىٰ مِنْ كَفِّهِ ماءٌ قُراحُ

ولا تَبْخَلْ فإنَّ البُخلَ سُقْمٌ
وإنْ حاقَتْ بِهِ أيْدٍ صِحاحُ

وجالسْ ما استطعتَ سَنا كتابٍ
فإنَّ بُطونَها رُسُلٌ فِصاحُ

فَكَمْ صالتْ بحَوْمَتِها خُيولٌ
وكَمْ خَطَرَتْ بروضَتِها مِلاحُ

وَكَمْ في ليلِها طافتْ نجومٌ
وَكَمْ بدروبِها ماجَ الأقاحُ

تَزَوَّد بالصَّلاحِ فَكُلُّ غادٍ
لَهُ في غَفْلَةِ الدُّنْيا رَواحُ

وَعِشْ لليومِ إنِّ الأمَسَ وَلَّىٰ
ولا تِدْري أيُدْرِكُكَ الصَّباحُ؟!

فَمَنْ راحتْ تُطارِدُهُ المَنايا
فلا ساقٌ تَقيهِ ولا جَناحُ

وَإنْ أزِفَ الرَّحيلُ فلا دواءٌ
يصدُّ الموتَ أوْ يُجدي النُّواحُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي