لاوقت للشعر : الشاعر منهل مالك
لا وقتَ للشعر
.. ونزفتَ كالشهيد آخرَ قطرة حبر...
لا حلوى عيد
لا تفاحَ شهوة
ولا نبيذ.. ولا حتى رغيفَ أحلام
يقوّمُ أودَ القصيد
... بُحِّت الأقلام
في صخبِ الزحام
نباحُ الخوفِ أبلغ
ضباحُ الجوعِ أبلغ
وفحيحُ المال مُعلّقة
تُرفعُ لها القبعة
لاوقتَ للشعر
عقاربُ الوقت
صالية.. تلدغُ قلمي
...فيُشَلْ
أنظُرُ فيه
أهزُّه
أضعهُ على أذني
علّي أسمعُ نبضهُ
هو وهِّنٌ ، هزيل
كالهزيّمة، كعجينِ العزيمة، كنبضي
وعقربُ الآمال يستّجدي
أحصنةً تَعِبة
تجرُّ عربة
عجلاُتها مربعة
الخوفُ، الفاقةُ،
القلقُ،الخيبة، الضياعْ...... ضباع
نواجذٌ و أنياب
تنهَشُنّي .. تمضغُنّي
ترميني لُقيّمة
في دربِ الحياة.. ولا حياة
دروبٌ كالأمعاء
مساربها مظلِّمَة
متاهاتها لَزِّجة
تتوهُ فيها البوصلة
لا فرق فيها...
بين اليمين والشمال
لافرق...
مادامت حتميّة النهاية
تكتبنا رمم
على موائد الديدان
مانفعُ صرير الألم
هذا زمنُ الأنياب
انطفأت أعوادُ الثقاب
ليلى الجميلة أكلتها الذئاب
وشرشبيل مايزال ... ما يزال
يطهو الأقزامَ وجبةَ حساء
الغاب هو الغاب...
نضحكُ ..رياء
نفرح .. هُراء
نأكلُ .. هواء
نجنّي .. هباء... ولا أمل
لكلِّ كتابٍ أجل.....
لكننا على عجل
لاوقتَ لدينا
للشعر..
للحب..
للرب..
للغناء
لاوقت..
والإرادة تتسلقُ بيدٍ واحدة
بيدها الأخرى رغيف
لاوقت..
والجبالُ شاهقة
والحبال مشنقة
تتدلى فوق محرقة
والسقوط مخيف
لاوقت..
نعدو خوفاً من كلاب الوقت
من الجحيم إلى الجحيم
نَعدو كالضواري في الصحاري
لنقتاتَ فتات
نَعدو كقلمِ رصاصٍ في مبراة
نعدو كشجرِ النار
في هشيمِ الحياة
نعدو والدنيا جيفة
أمواتٌ تتكالبُ على رفاة
نعدو والرياح نواح
بلهاءُ في عزاء
تُتضحكُ جمرَ الأديم
سندريلا الأحلام
لَمْ يَعّد يُناسبُها الحذاء
تورّمت قدماها
وهي تعدو حافية
وراء الخبز الحافي
لا صوتَ يعلو
فوقَ صوتِ الأمعاء
وقرّعِ الملاعق في صحونِ الطعام
لا صوتَ يعلو...
كيفَ يَنّتَصِرُ الشِعر أمامَ السغب
والكنارُ بحجمِ لُقمة..
منهل
تعليقات
إرسال تعليق