بحث عن الذات : بقلم الأديب غازي أحمد أبو طبيخ الموسوي
بحث عن الذات:
""""""""''"""""""""""
شبكت يدها بيده
بعد انتظار طويل على رصيف المرفأ من دون عناق !..
حاول أن يجد "مصطبة" لكي يأخذ قسطًا من الراحة بعد سفر طال ثلاثة أيام متوالية،ولكنها شدت يده قائلة بلطف وابتسامة ذات مغزى تلوح من وراء غلالة شفيفة وضعتها على وجهها الجميل :
- اليخت قريب ياعزيزي..
طاوعها متقدّمًا معها باتجاه يخت أبيض غاية بالفخامة والجمال..
وماهي إلا خطوات حتى صعدا على متنه ،وكان يظن أنها ستدعوه للدخول إلى القمرة،ولكنها تقدمت به باتجاه نهايات اليخت الأخيرة مرددة:
- تعال تعال ياعزيزي ،دعنا نجرب وقفة الطائر في التايتانك !!..
-ومن منا سيكون الطائر يا عزيزتي؟!
- انت هذه المرة!
وفي الطريق إلى الزاوية الأخيرة للمركب بادرها بسؤال:
-ماهذه الغلالة التي تضعينها على وجهك يا مارغريت؟!
-ساجيبك بعد وصولنا إلى الوطن ياعزيزي..
قالت ذلك وهي تمسكه من الخلف وهو ينشر ذراعيه باتجاه الأفق المفتوح..
لحظات،ثم عادا الى دكة اليخت الاخيرة وجلسا متقابلين:
- إرفعي الغلالة يامارغريت ،ماذا دهاك؟!
- دع عنك هذا الأمر واجبني!!
فقال مستغربًا
-عن اي شيء ياعزيزتي؟!
-كنت أتابع نصوصك القصصية والشعرية بشكل متواصل..
-نعم..
-ماسبب هذا الإنقطاع الطويل،هل انت مريض؟!
- كلا..انا بخير ..
-إذن ؟!
- لم أعثر على إسلوبي الخاص حتى الآن،فهجرت الكتابة!!..
- ماذا؟!
-نعم..
- ولكن ماتكتبه جميل..
- ولكنه في جيوب الآخرين..
- والمعنى؟
- "الإسلوب هو الإنسان" ..
- والمعنى؟
- من لاخصوصيةَ لإبداعه فإنّ كل مايكتبه في مهب الريح..
-وهل ستهجر الكتابة؟!
-
حتى أعثر على نفسي..
- فهمت..
-وماذا عن الغلالة؟
- قلت لك حتى نعود!!
…
ملاحظة:
المشهد مستلهم من فلم أجنبي..
%%%%%%%%%%%%%%%%
%%%%%%%%%%%%%%%%
تعليقات
إرسال تعليق