PNGHunt-com-2

لغة الإشتهاء - لغة الإنتهاء : الشاعرالتونسي العجمي الجملي

لغة الإشتهاء - لغة الٱنتهاء..                                                           شعر: العجمي الجملي  (تونس)
،،،،،،،،،،،،

فظيع هذا الفتى الذي سكن دمي.
فظيع هذا الفتى الهارب مني إلى فمي.
والمدينة العاهرة.
تفتح صدرها للغزاة
والسيّدة المتشدّقة بقواميس الشرف.
تعرض نهدها للزناة.
وروّاد الليل...
لم يعد للحبّ طعم في القمامات.
وقصيدتي الثّكلى تنوح في الطرقات.
،،،،،،،،،،،،،،،

لا تفتحي ثغرك يا ليلى.
ولا تأتي بعريك.
وليمة فوق موائد الوطن المسبيّ.
وآلعني يوم ولادتك.
وعضّي على جسدك بالنّواجذ.
،،،،،،،،،،،

إنّ الشّرف يأرز كأفعى.
داخل غابة الجبناء.
وأنا أفتخر كل يوم.
وأسقط منتصرا على ورق الجرائد.
،،،،،،،،،،

مهزومة أنت أيتها الحبيبة.
ولعنةالتاريخ تطارد طيفك القميء.
داخل غمامة الفوضى.
والوعي المزيّف.
وازدحام الحروف كأسنان تنّين.
على واجهة الكتب المقدّسة.
وبين حلمة و حلمة.
يتدفّق الجرح.
بخمرة الموت.
وأنا لا أزال هنا.
لم أرسم سوى حرف يتيم.
يبحث عن أنثى تقطر شبقا.
في مؤخّرة الخليج.
ويحلم بغمامة.
تمرّ سريعا على الرّبع الخالي.
لتكتب معلّقة جديدة.
لحبيبتي الحبلى بأحلام الفراشات.
وترسم شمسا جديدة في السماء المهترئة.
ليكون الحلم.
ويكون الطوفان.
،،،،،،،،،،،،،

هذه البغيّ عادت من جديد.
لتحتلّ الهزيع الأخير.
ويبدأ مهرجان الخريف.
هذه الخليعة تلبس ثوب البراءة.
وجسدها العاري.
يرعاه الذباب.
وقراصنة المحيط.
هذه الأنثى بلا شرف.
وبلا كبرياء.
فمها سوسنة تفرّ من جنّة الله.
والجسد الطيّع قد آستنفد لذّته.
وخار في إسطبل لا يرى منه جامع المدينة!.
،،،،،،،،،،،

العالم يبكي بالدم الأخضر.
حين يصهل هودج الشّعر.
في كل الدروب.
وتنام حبيبتي في قمقم الحرف.
بلا قبل.
بلا أمل.
وبلا حياء.
تمتشق سيفها اللّيّن.
لتمزّق أنسجة العنكبوت.
بجهد الآلهة جميعا.
،،،،،،،،،،،،،

كان التاريخ بلا طعم.
وبلا رائحة.
وكانت سلاسل الموت.
تزأر كالأسود.
وكنّا يا ليلى على غمامة اليأس.
نتأرجح بين جراحاتنا كجثة طرفة.
نكتب قصيدتنا ونموت داخلها.
أنا طفل ضعيف في الحسابات.
لم أحصِ كم متّ.
وكم متّي.
وكم حلمنا مات!.
كل يوم أنفش المزبلة كالدجاجّ
وتأتي يا ليلى بلا جسد.
تستلقين عارية على امتداد القصيدة.
ليتك تعرفين نهاية الجرح.
ليتك تفقهين طلاسم الموتى.
نهداك العقيمان المتقابلان أمام رأسي الرهيب.
شهادة تحمل عقم التاريخ والشعر العموديّ.
كلما نمت يا ليلى.
بين أرداف القصيدة.
تحنّ إلى البحر وتفرّ من قلمي.
أرجوك يا ليلى لا تصرخي عاليا.
فالفراهيدي قد دوّن اسمي.
في قائمة الهاربين من العدالة.
،،،،،،،،،،،

حين تصرخين يا ليلى.
ينقلب الهذيان إلى قصيدة.
ويكون الجنون فاتحة الإبداع.
لا تصرخي بين شغافي كالبغيّ.
فحين تصرخين داخل الكلمات.
أموت قبل ذروة اللذّة.
لا تصرخي في مخرج الحرف يا ليلى
وفي الكلمات السّجينة.
ولا تضعي يدك المسطّحة على فم البركان.
فأنا أحنّ إلى حمم اللغة العنقاء.
،،،،،،،،،،

بالأمس كنت وراء قضبان الخليل.
ألعن لغتي.
ووجهك المعتاد.
أشرب قهوتي السّوداء.
مع المساجين.
وأمرّر كفّي كيد عيسى.
على اللّغة القصيّة.
داخل صحراء التاريخ.
وتبدأ لغة جميلة تتشكّل.
لترسمك يا ليلى وأنت معي.
تنحتين التّماثيل التي تراود الأمس.
وهي تدفع القافلة إلى اشتهاء جديد.

قصيدة (لغة الإشتهاء - لغة الإنتهاء) شعر : #العجمي_الجملي 25_2_1997

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي