طيف الحبيب : الشاعرعقيل حاتم الساعدي
طيفُ الحبيبِ
في العشقِ كيفَ تُحتَسَى القُبَلُ !
مخمورةٌ وثغرُها عسلُ
طعمُ الشِّفاهِ الحُمرِ أسكرني
وزادَني أنِّي بها ثَمِلُ
وجهٌ لها كالبدرِ في غسقٍ
مِن لوعةِ الأشواقِ يَكتَمِلُ
آياتُ سرِّ الكونِ في حدقٍ
والرِّمشُ مثلَ اللَّيلِ يَكتَحِلُ
مُتَيَّمٌ عاشَ الهوى شغفًا
في لهفةِ الأنفاسِ يَشتَعِلُ
قد ذاقَ مِن كاساتِها رُشَفًا
فصارَ مِمَّن باللَّمى ذُهِلوا
لمَّا رأى طيفًا بغربتهِ
في سُكرِهِ الأشعارَ يَرتَجِلُ
يَلتاعُ في جَفنِ الكرى أرقـًا
أحلامُـــهُ بالخِلِّ تَتَّصِلُ
ذكرى كما ظلٍ تُسامِرُهُ
وما لهمسٍ مسكرٍ مَثَلُ
في مُقلَتيها النَّجمُ يَأسِرُهُ
كأنَّـــهُ في ليلِهِ زحـــلُ
يَغشاه في أحلامهِ أملٌ
بقارِبِ العشاقِ يُنتَشَلُ
وضاعَ منه في النَّوى أملٌ
وصوتُهُ كالصَّمتِ لا يَصِلُ
يَمضِي على الأوجاعِ مُحتَرِقًا
تاهَت بدربِ وصلِهِ السُّبلُ
يشكو الى المحبوب مبتهلا
كي لا تَموتَ في الفمِ الجُمَلُ
قالَ: ابتَسِمْ يا صاحبي وكفى
في بُعدِهِ ما عادَ يَحتَمِلُ
كم مِن قتيلٍ في الغرامِ قضَى
ونفسُهُ يَرقَى بها الأملُ!
فاللهُ يُعطِي دونَما عِوَضٍ
والجُرحُ رغمَ النَّزفِ يَندَمِلُ
تعليقات
إرسال تعليق