لمحمد هذا الحداء : رثاء لذكرى وفاة والد الشاعرة سعاد محمد

لمحمّد هذا الحداء..

محمّدٌ في فهمِ الشّمسِ..
صباحٌ أشقرٌ..
ضوءٌ فاضَ عند سدِّ الحياةِ..
فاسترجَعَتْهُ!
أمّا على ذمّةِ قلبي..
فهو صورةُ الغلافِ لديوانِ اللهِ في عمري
ألّفَني من عرَقٍ وحجرٍ..
فاعتنقتُهُ!

جئتُ أُذهّبُ ذكرَهُ..
ولستُ أدري..
بمَ يُذهّبُ الذّهبُ؟!..
كلُّ القواميسِ زهيدةٌ في حضرةِ أبي
حسبُ القلبِ أنْ يضمرَ..
وأن يرسلَ قيدومَهُ في مسيلِ الإحساسِ..
ليستأنسَ بمشيئةِ الشّطِّ
لكنْ في الزّمنِ الرّثِّ
في الزّمنِ اللّاحمِ..
يسقط القلبُ كقطعةِ نقدٍ  بلا أنيابٍ في قاعِ الكلام!

لو لم أكنْ ابنتَه، لقلتُ:
كلُّ الجنائزِ تستريحُ تحتَ شجرِ قلبي..
وكلُّ الميّتينَ أبي!
لكنْ لم يمتْ أبي..
لم يزلْ كفُّهُ نسراً يحرسُ غصنَ معصمي!
يحضنُني صوتُهُ..
ونتمشّى في احتمالِ التّينِ والعنبِ
نزورُ عائلة التفاح..
ونأخذُ سلّةَ مزاحٍ لحواء
ونقشّرُ سمعةَ حزيران..
أسودِ الوجه!
وحينَ أتعبُ..
أفردُ خيمةَ صوتِهِ..
أدخلها..
وأنامُ في حجرِ الياء المقدسة!
وأديمُ تنغيمَ اسمهِ..
لينعمَ ويكرمَ  شفتي..
رحمَ اللهً الموتَ..
إنْ صدّقَ أنّهُ أخذَ مني أبي!..
-----------------------------------
ذكرى رحيل أبي الأولى يا أحبة..