PNGHunt-com-2

مقهى الغرباء : الكاتب المصري إبراهيم ياسين

مقهى الغرباء ( نص نثري )
الكاتب / إبراهيم ياسين

طاولة في مقهى الغرباء ،، تطل على قلب المدينة المثقوب !!!!
عند منعطف الليل في مدينة الرذيلة ...

نبيذ ، تبغ ، شعر ، نثر ، لحن ، كأس ، نادلة وقلم ...
كان هذا العشاء لذاك المساء شهياً ،،
كافياً لاستحضار صورتها في مرايا عيون حالمة بين خيوط الياقوت ...

لم يبق في الكون شمس ،،،
لا ظل يرافقني ولا قمر يسامرني ،،، الفجر يموت في رحم الليل
لم يبق غير جدران تئن ، تدمع ملحاً في الجرح .....

وحدها مخيلتي تخلق تضاريس هذا السواد ،،،
الشعراء يتجولون غرباء على أرصفة الليل ...
يحلمون ، يضيؤا العتمة بضوء المجاز !!!!

ذلك الليل ، وقح يسير بلا ثياب ...
بيارق الرذيلة تمر بمقهى الغرباء  !!

في منتصف الليل والخمر والحلم ،،،
في أنصاف كاسات فارغة .. مطرق الرأس !!!

يولد الفجر ...
يصرخ ، يحبو ، يخطو ، يركض ، يشب ، يشيب ، يموت مع الشفق ،،،، في حضن الغسق أنتظر قيامته ....

صاح الديك ،،،
صارت النادلة قديسة والخمر لبن والقلم الكاذب خط ما يليق بالنهار ...
نفض الغرباء أحلامهم سحاب  ...

هنيهة ،،، لملمت ما بعثره الليل على الطاولة وفي عيون الغرباء ....

في قلب المدينة المثقوب ،، تمثال البازلت وسط الميدان  ....
لا سواد يخفي تضاريسه ،،
طفت حوله مرتين أو سبع ،،، لا أجيد العد بعد الخمر .....

توت بري أسود يصبغ أظافر امرأة من بازلت ،،،
يطوقها بالحرير والأرجوان  .... ينفخ فيها الروح لتنطق بالكناية ،،
يضحي بالملح على الخصر والنهد .....

في الليل ،، في مقهى الغرباء أصب النهار في حضن نادلة ....

فرعونية تخبيء الزهر بين نهدين من بازلت ...
قرأت عليها حكايات العهد القديم وأشعار العرب واللاتين ....
أنا لست بازلت ،،، هكذا قالت !!!

أمر عليها كالماء في الجدول الصخري ...
لص أنا في حقول الكونغو يفتش عن ماسة وردية !!!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي