قراءة وتقديم د عادل النادى لديوان(عندما تنهد البدر) للشاعرة السعودية نجاة الماجد
لي صديقة شاعرة من السعودية ، كانت قد أصدرت ديوان شعر جديد
فكان لابد من تقديم قراءة متواضعة حول هذا الديوان
Dr-Adel El Nady سيدتى الفاضلة ، لا أعرف الكتابة والتعقيب مثل باقى
الأصدقاء على الفيس بعبارات تدل على الإعجاب دون قراءة المكتوب فى أحيان كثيرة ، ولكن لي قراءاتى المتواضعة الخاصة ، فا سمحى لي سيدتي بأن أقدم هذه القراءة المتواضعة لهذه الأبيات :
قراءة متواضعة لقصيدة { عندما تنهد البدر } للشاعرة السعودية الأستاذة / نجاة الماجد : يحاول صوت الشاعر هنا أن يكون هو الراوى من خارج الحدث للمتلقى ، ليروى لنا قصة عشق ووله ، هذه القصة لم تكتمل بجمع شمل الحبيبين ، لأن المحبوب هجر الحبيب بلا عذر أو سبب ، ويبدأ بصورة بلاغية رائعة ليخبرنا بأن القمر في الليل يتنهد لأنه يشكو الوحدة رغم كثرة النجوم المحيطة به ، لأن هذه النجوم لا تتواصل مع القمر فيزداد إحساسه بالغربة ، وهنا نجد أن هذا القمر في هذه الصورة البلاغية بمثابة معادل موضوعى للحبيب أو للعاشق ، والذى يشعر بالغربة رغم كثرة المعجبين من حوله ، ثم ينقلنا الى صورة بلاغية جميلة أخرى ، فهذا البدر أو القمر يُملى على السماء قصيدة ، وكأن القمر شاعر بليغ ، وهذه القصيدة تُشع على صفحة السماء نوراً وتنشره بعطر المحبوب ، هذا النور المعطر ينبع من لوعة شوق الحبيب ، فيصيبه مس من الجنون ، بسبب طول فترة هجران المعشوق .
ثم يناجى المعشوق متسائلاً عن تاريخ حبهما وعشقهما وليالي سهرهما ، فهل ضاع كل ذلك وانتهى كإنتهاء أي طعام يتناوله الإنسان أو أي شراب ؟!ويُذَكِرَه بأحاديثهما معاً التي كانت بمثابة الجدائل التي سالت على شفايف الهوى بشهد رضابها أو ريقها . وهذه الصورة العاطفية الرومانسية بين الجدائل وبين عسل شفايف الهوى ، يتمناها الراوى ، ويخبرنا بأن هذا الوضع جعل النجوم في السماء تًغِير من تلك الهمسات وهذه العلاقة الحميمية الجميلة لدرجة الإنشغال بالمراقبة والعتاب . ويتذكر رقص آمالهما كعاشقَين على ترانيم وغناء الحب ، تلك الآمال التي إستراحت على حَكِي الحكايات ومطالعة الكتب ، ليؤكد الراوى البُعد الثقافي لدى العاشقيَن . ثم ينقلنا الي الإبتعاد والفراق الذى وقع بينهما بعد وصال جميل طويل ، وغرام متبادل ، وعشق جعل كل منهما يسكن قلب الآخر ، ولكن هذا الفراق وقع فجأة دون عذر أو سبب من المعشوق .
ثم ينقلنا الراوى الى لوم العاشق للمعشوق وعتابه ، بأن الحب ليس ألعوبه في يد المحبين يلهو بها كيفما شاء أحد الطرفين . ولكن موقف المعشوق هنا جعل من قصة الحب والعشق الرائعة تلك وكأنها سراب غير موجود .
ثم يناجى الراوى الحبيب أو المعشوق بتأكيد البُعد { النائي البعيد } التكرار مع المرادف للكلمة ، فالنائي بمعنى البعيد ، ثم نجد الحبيب يرسل تحية للمحبوب ويخبره بأنه كان السبب في إشعال مواجعه وعذاباته ، ويطالبه بالعودة والمرور عليه لمشاهدته حتى ولو كانت المشاهدة من خلف حواجز أو أستار أو حجاب ، ويطالبه بترك العوازل الذين كانوا سبباً في إبتعاده عن الحبيب ، ويعود بنا الى بعض التراث العربي القديم والمستمر حتى الآن ، من طلب الحبيب بأن يقوم المحبوب بترك النجوم تعمل لهم رُقية تحسباً من أن ماتم بينهما من إبتعاد وفراق قد يكون مرده عيون الحاسدين ، وهنا الراوى يؤكد على حب العشيق للمعشوق رغم الفراق بلا سبب أو مبرر ، لكن العشيق يحاول أن يجد للمعشوق مبرراً للفراق ، ألا وهو عين الحسود التي قد تكون أصابت حبهما وعشقهما في مقتل ، مما أدى الي أن أصبح المعشوق كأي شخص غريب وليس الحبيب .
ويطالب الراوى بعودة المعشوق والبقاء بجوار العاشق ولو لفترة قصيرة ، على أمل أن يؤدى ذلك الى إشتعال أواصر الغرام والعشق بينهما من جديد ويعود المعشوق الي العاشق ليطفىء لظي الغرام بقلبه.
وقبل ختام قرائتى المتواضعة أحب أن أنوه الى أن الشاعرة تميل الى إستخدام المترادفات في الشطرة الواحدة مثل : { بعاطر الأطياب } و { فاه الهوى برضاب } و النائي البعيد } و { بعودة وإياب } كل ذلك للتأكيد على المعنى المراد إيصاله للمتلقى من الشاعرة .
وأرادت الشاعرة أن تخبرنا بأنها قادرة على إستخدام مفردات لغوية متعددة ،وكأنها تقول لنا أنا لست كأغلبية من تكتبن اليوم ، أنا أعرف لغتى جيداً ، وقاموسي اللغوى زاخر بكل المعانى التي يمكن أن أحتاج إليها ، وأننى قادرة على توظيف تلك المفردات وصياغتها شعراً له قيمة .
إنها تجربة شعرية تفيض بالبلاغة الأسلوبية لتلخص لنا قصة عشق ووله إنتهت بالفراق ، وصاحبة التجربة ، أو العاشقة تُمَنِى نفسها بعودة الوصال . د.عادل النادى 10/12/2016م القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق