PNGHunt-com-2

عتاب : الشاعرة ريما حمزة

عِتَابٌ

أنا أَلِفُ الوجودِ وياؤُهُ
إسراءُ العِطْرِ ومعراجُهُ
حضارةٌ شيّدَها الحريرُ
في عقيقِ السّحَرِ
قصيدةٌ تشقى إنْ لم تُتْلَ
تحترفُ السُّكْنى على حافّةِ بركانٍ
حواءُ الّتي علَّمَتْها حدائقُ اللهِ
كيف تجعلُ الكونَ تفاحةً على مائدتِكَ

قَرَأْتُ الفاتحةَ
على كُلِّ أملٍ يتشمّعُ فيغدوَ وهماً
فلن أطرِّزَ ذكرياتي اليوسُفِيَّةَ
على حواشي الدموعِ
ولن أرفعَ قبَّعَتي
للدِّيَكَةِ الغارقةِ في نرجسيّتِها
سأحاولُ تَجَاهُلَ المخافرِ
وأكياسَ الرّملِ والحدودَ
وحواجزَ الذكورةِ
حتّى لا أدخُلَ في سباقٍ محمومٍ
وأكونَ واحدةً من دُمى شهريارَ
وهوميروسَ زمانِهِ
أو أفوزَ بحجزٍ احتياطيٍّ
في فندقِهِ العريقِ
الّذي يتسعُ لكلِّ الزائرينَ
فالهوامشُ لا تليقُ بي يا آدمُ
وأنا الّتي خُضْتُ الحروبَ
وكسِبْتُ المعاركَ
وعُلِّقَتْ لكَ النياشينُ !!.

كم رَجَمَني أشباهُكَ
على صليبِ العفافِ !.
وكم مَشَوْا على سَجّادتي الحمراءِ
عندما ساوَمْتُ في سوقِ النِّخاسةِ !!.
لن أُنكرَ على رجولتِكَ فرسانَها
وألتمِسُ أن تُخفضَ صوتَها قليلاً
ليتسنّى لها سماعي

سأنتظركَ يا نصفيَ الآخَرَ
كعصفورٍ ربيعيٍّ
يدخلُ القفصَ
ينقرُ جبيني بِحُبٍّ
يُعربِشُ على ضفائري
وينثرُ ريشَهُ فِراشاً
يُغرّدُ نوتَةَ سلامِ
وقبل أن يغادرَ
يتركُ بابَ القفصِ مفتوحاً !!.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي