ساكن الروح :الشاعر عزوز العيساوي
كأن هذا الليلَ يخيطُ عَباءته ،
وأنا ها هنا ،
أراني ساكن الروح
مكتفيا بجلسة بوذية الطقوس،
لأتحنَّث منفردا بي
في محراب الاغتراب كما راهب مكين..
تنضج فاكهة الصمت،
لتأسرَ ذِئابَ الكلام في غيمة عابرة،
فأدركُ همسَ الأشجار في
أذنِ بئرٍ فارغة الوفاض..
أجر عطشي بين ماء وماء
وقافلة تشكو من سغَب ..
كل جِرابي الجائعة تَنِز بسلالات عمياء..
ثابت الخطو أمشي ،
ولن أفقد صوابِي مهما نَسِيَ مَمْشايَ الطريق..
هنا على مرِّ الزمن
أنحتُ لغتي بمَعاولَ من يَقطينٍ،
لأصعد من مائي الدفين
مُلتحفًا هذا الليل
لعلي على ظلامه أنتصر..
يفيض مني الممشى
بصهاريجي المنطفئة
فأصغي لقدمي
المتأرجحة تحت ظل بلا ضياء..
سأرتِّلُ كل متون الخلود في صمت،
لعلي أنهَمِرُ من هُدوئِي
فأغتسلُ من جوعِي و يَبَابِي حين رحيل الظلام...
ساكن الروح
مستقيم الخطوِ
أراني ناسكًا أقدِفُ حروفًا كالحِممِ
من لهيب وجمرٍ
وانسلِخ عن منابر الألقاب والوهم..
عزوز العيساوي
تعليقات
إرسال تعليق