الإمام الصادق والحراك الحضاري :الأديب حسن الخليفة
الإمام الصادق والحراك الحضاري...!!؟
... ✍️حسن الخليفة*
عصر الإمام الصادق :
عاصر الإمام الصادق عليه السلام سقوط الدولة الأموية عام 132هـ وقيام الدولة العباسية.
موقف صادم :
قبل إعلان قيام الدولة العباسية عرض أبو مسلم الخراساني تسليم السلطة الى الإمام الصادق عليه السلام ومباعيته خليفة للمسلمين...؛ كونه الأحق بخلافة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو الإمام الذي يقر له العالم الإسلامي بهذا الاستحقاق الذي لا يستطيع ان ينافسه فيه أحد في زمانه...، الا أن الإمام الصادق عليه السلام رفض استلام السلطة مخاطبا أبا مسلم الخراساني :
(ما أنت من رجالي، ولا الزمان زماني) ...!؟
كان هذا الموقف صادماً للجميع إلا أن الزمن كشف عن حكمة الإمام الصادق عليه السلام في اتخاذه ذلك الموقف الرافض للسلطة آنذاك...!؟
جامعة الإمام الصادق :
تفرغ الإمام الصادق عليه السلام الى نشر علم جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ذهب الى الكوفة وفتح جامعته العلمية في مسجدها الجامع.
تخرج على يده أربعة آلاف من العلماء في شتى المجالات العلمية التي يتطلبها العصر.
فضاء الحرية :
بفعل الفضاء المطلق لحرية التفكير الذي انمازت به جامعة الإمام الصادق عليه السلام ـــ تخرج علماء كبار استطاعوا ان ينتصروا - عبر الحقب المتعاقبة - على منطق القوة بقوة المنطق...؛ وقد استمر أثر (دولة العلم الصادقية) حتى بعد سقوط الدولة العباسية التي قامت على أنقاض الدولة الأموية...؛ الأمر الذي كشف أن (قوة المنطق) على الرغم من تضحياته الكبرى ـــ قادرة على مواجهة غلواء (منطق القوة)...، وأن مصير الطغيان ــ مهما بلغت قوته ـــ فهو إلى بوار...، بينما المصير الحتمي لقوة المنطق الخلود والإزدهار مهما طال الزمان...!؟
إمام دولة الكتاب :
بقي الإمام الصادق عليه السلام وسيبقى منهجا ودرسا وجامعة لتخريج العباقرة الأحرار...؛ وذلك لأن (الحراك الحضاري) الذي ساس به عصره المتغول كان يهدف الى تحرير الإنسان من توحُّشه البدائي الحيواني الغرائزي...؛ وذلك بتثقيفه وتربيته وتعليمه حتى يتمثل العليا من المُثُل والخُلُق السامي الرفيع ويستنير عقله وقلبه واللباب...!؟
وهو الحراك الحضاري الذي نجح فيه الإمام الصادق عليه السلام أيما نجاح...؛ إذ بنى على أنقاض دولة السيف الجائر دولة الكتاب والأقلام والدفاتر...!!؟
.................
*رئيس منتدى كاظم الخليفة للقراءة والإبداع.
تعليقات
إرسال تعليق