ابن الضحية : الشاعرمحمد زينو شومان
ابن الضحية
أرهقني الركض بأقصى سرعتي وطاقتي
لا أعرف ماذا أصنف هذا العقاب السرمدي
هل العطش الشديد يبرر شرب الماء الأجاج
والرواسب النفطية؟!
لم يكن الركض خياراََ
ولا حاجة تستدعي استنباط العقار المر
أو استشارة طبية من جالينوس
أو من منظمة الصحة العالمية
ما زلت أركض ليل نهار
من النكبة العربية وبداية اللحن في الكلام
إلى صداع الرأس
ومن أول الهزيمة إلى عملية القلب المفتوح
ثم العودة بالعكس إلى القلب المقفل
والهزيمة المفتوحة على مصراعيها
رحلة سيزيفية من قصص ألف ليلة وليلتين
أشق من حرب الاستنزاف
ومن حرب الأمعاء الخاوية
لقد خرجت من بطن أمي راكضاََ
لم تستطع القابلة التاريخية الإمساك بي
لا من رأسي، ولا من مؤخرتي
كان اندفاعي أقوى وأشد من زفرة مكروب
ما برح ركضي مستمراََ لا يعوقه عائق
لم أتوقف البتة عند أي محطة
للتزود ولو بالقليل من وقود الصبر
سحقاََ لي!
لم يسترع انتباهي حتى الآن أنني
مخلوق راكض
ربما استغلق علي فهم الفرق الفيزيائي
بين راكض وراكد
وهل الوقوف شأن بشري؟
بعد هذا الركض الطويل والمتمادي
لم أعثر على شيء
متى يدخل العقل العربي
عصر الركض التكنولوجي؟
سامحوني
ربما فقدت الثقة بضرورة القدم وأهمية الألم
وباعتمادي على آلة النقل بدل بوصلة العقل
أنظر إلى من سبقني
فأستخلص مدى ما سيعاني الآتون بعدي
لعلي لست الضحية الأولى فأنا ابن ضحية
وأبي ابن ضحية قبله
إلى بداية السلسلة التي لا تنتهي...
أيها الراكض هلا انتبهت إلى الوقت؟
لبنان _ زفتا في 2024/5/4
محمد زينو شومان
تعليقات
إرسال تعليق