رؤية الأستاذ عقيل آل رويح في ملحمة بوابات الهلع للشاعرة ريم البياتي
شكرا من أعماق القلب استاذ
عقيل آل رويح على هذه اللفتة الكريمة والرؤية العميقة
أدب ألملحمة في شعر الأديبة السورية
ريم ألبياتي..
ملحمة بوابات الهلع وفلسفة السقوط ألاخير.
.........................................
لاشك فقد قرانا الكثير من أدب الملاحم وخصوصا الأوربية لكن تبقى ملحمة جلجامش السامرية المدونة عام 3000 قبل الميلاد لها رؤية خاصة لكونها الملحمة التي تناولتها الافكار قرونا طويلة وليومنا هذا والى ان وصلت لصورتها وصداها عبر ماراحت تروي الحدث عن مغامرات الملك ( جلجامش) وطريقة بحثه عن سر الخلود.
اما بخصوص الملاحم الأوربية فهنالك الكثير من الملاحم منها الملحمة الانجليزية القديمة(يوولف) وكذلك الملحمتين الاغريقيتين ( الألياذة والاوديسة) للشاعر (هوميروس) وايضا ملحمة الانجليزي (جون ملتون)( الفردوس المفقود) وملحمة ( الأنياذة) للشاعر الروماني( فيرجيل) .
لكن فبحصيلة ماأتفق عليه النقاد الاوربيون فان ملحمة الفردوس المفقود تعد أخر نص ملحمي شهده الأدب الاوربي.
وهنا اذ لمن المهم ذكر الأتي حيث:
اتجه ألشعراء في المراحل الاخيرة وتحديدا مع حدود القرون الوسطى الى نوعية كتابات جاءت وبما تناسب شكل الملحمة مقرونة بصور دينية فعن طريق تلك الصور فقد تمخض نوعية ادب ملحمي راح يمجد علاقة الانسان بربه فبالجناس هذا حيث ابتعدت جميع تلك النصوص الملحمية عن اواصر العلاقة بالمجتمع والوطن وهذا ماحصل فعلا في نص ملحمة تحرير بيت المقدس والتي عنونها الشاعر الايطالي (باسو) بالعنوان هذا في عام (1575)..
فلكي لانبتعد كثيرا عن أصل المعني بكتابة نص الملحمة العربية.. ففي رأيي الشخصي اعتبر نص ملحمة( بوابات الهلع) للاديبة السورية (ريم البياتي) أذ لا اغالي لما اقول تعتبر افتتاحية فعلية لباكورة ألاعمال الملحمية العربية الشعرية وذلك لكونه حصل بعد مرور زمن طويل جدا خصوصا كونه عمل ملحمي متكامل من حيث نوعية الاحاديث والوصف والصورة.
ففي ملحمة البياتي ريم حضرت امور واشياء ماكان لها حضورا في جميع الاعمال الملحمية شرقية كانت ام غربية.
ففي بوابات الهلع العربية كان الحضور متميزا لعوامل جمة مثل قدرة الابداع والادوات والمفردات والسلالم الموسيقية والصور المتعددة والتركيبات التي ذهبت الاديبة توزعها بنسق متقن ومتماسك وبالذات قدرتها على ضبط أيقاع جميع اركان العوامل الحاضرة لتبدو آلية التصاعد والتنازل هنا او هناك في قمة تناسقها فبدت بحق مثل قطعة موسيقية متقنة بلحنها وصورتها وطرحها وتحديدا في موقعة التساؤلات والأجابة.
نعم فقد استطاعت هذه الثائرة وليست الشاعرة فحسب! على تقديم وانشاء نمط متألق في هندسة البناء الشعري الملحمي فقد بدا الشكل الهندسي ببناؤه مختلف وفريد في أطره وصوره ناهيك عن أبداع المفردة المتقنة صياغة ووزن.
هنا بخلدي طرح وجهة نظري بكينونة الشاعر الذي يمتلك ادوات ومسببات القول بأدب الشعر فالشاعر الحقيقي:
هو بلا شك الشاعر الذي تخلد اعماله ومنجزاته الفكرية ومن ثم التطرق لأسمه او عنوانه.
وهنا اقول
فالشاعر الشاعر الشاعر!!
هو ذاك الذي امتلك قدرة الابداع على تصوير وجع المشاعر وجروحها وهو القادر على سرد مفهوم الحياة برمتها مجردة من القوالب الغامضة او المبهمة وبحيث يستطع الخروج للمتلقي بعناوين واحداث مصورة بالكامل وبالكاد تكون مطروقة سابقا.
فلأجل هذا اقول.
ان الشاعرة البياتي ريم تمكنت مقتدرة من تصوير واقعة قيام الحياة منذ النشأة الاولى والى حين تلاشيها.. لذا فانا على يقين كون عملها الملحمي هذا سيخلدها كصاحبة نص ملحمي ادبي جبار اعد عبر امرأة هذه المرة وطبعا هي ظاهرة لم تحدث ابدا لا بالشرق ولا بالغرب بالنصوص الملحمية كونها جائت جميعها ذكورية!. لذا فلو كتب لهذا العمل الترجمة للغات الغرب فيقينا سيحدث ثورة وسيحسب بعداد الاعمال المجيدة والخالدة.
لقد اثبتت الشاعرة وبجدارة على كون عملها الملحمي حل بعد عناء وسهر وبذل عصارة الجهد حيث اخذ العمل من عمرها السنوات لتخرج به اخيرا مدجج بعرض صوري خلاق بعمق احداثه. فالشاعرة عبرت واكدت عبر ملحمتها على كون الشعر من الفنون الأدبية الاقدم كونيا.
لكن فعلى الرغم من طبيعة تصوير ووصف اجواء الهلع والخوف والرعب المتداخلة بتركيبات الصور المتناغمة مع الاسماء والاشياء فقد استطاعت تركيب كل هذا داخل منظومة سهلة الترديد وهذا مايجعل النفس تطرب لسلاسة وتسلسلية سلمها وبغض النظر عن ماوفرته من اجواء بدت مخيفة كثيرا.
في الواقع فشخصيا لااحبذ الشرح المطول وبالذات في مثل هكذا اعمال ملحمية وذلك لاني اود ان تقرا وتنقد ويكتب عنها وتجمع في سلة واحدة وذلك لأجل لايفقد النص خاصيته وبريقه.. فياحبذا لو تم تجميع كل مايقال ويكتب من كتابة عنه لكي يتسنى لنا التفريق مابين القراءة والنقد فالقراءة شيء والنقد شيء اخر الا أنه وبذات الوقت ففي كلا الحالتين فنحن بحاجة للحالتين وايا كانت قراءة او نقد.......
تعليقات
إرسال تعليق