PNGHunt-com-2

للحب بريق آخر :ديوان الشاعرة ليلاس زرزور وتقديم القس الشاعر جوزيف إيليا

للحُبّ بريقٌ آخر
---

إنّه العنوان الّذي اختارتْه الأستاذة الشّاعرة ليلاس زرزور لآخر دواوينها الشَّعريّة الصّادر حديثًا عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع في مصر
فهنيئًا لشاعرتنا والمكتبة الأدبيّة به.
وقد سعدتُ بأنّي أنا من قدّم له على النّحو التّالي :
---

إذا كان يمكن اعتبار العنوان مدخلًا ضروريًّا مهمًّا لا غنًى عنه لرحاب أيّ كتابٍ لإعطاء القارئ من خلال كلماتٍ قليلةٍمعدودةٍ فكرةً موجزةً سريعةً عن فحواه ومضمونه
فإنّي  لأشهد صادقًا كلّ الصّدق بأنّ شاعرتنا المجيدة الأستاذة ليلاس زرزور قد أحسنت وأجادت ووفِّقت حين عنونت ديوانها هذا " للحبّ بريقٌ آخر "
وكأنّي بها تدعو قارئه - والدّيوان بين يديه - لفتحه بشغفٍ وتقليب صفحاته بحبٍّ لينسى به ومعه دنيا أعطبت عجلاتِها مساميرُ البغضاء والكراهية وعدم تفهّم الآخر المختلف ويدخل بثيابٍ جديدةٍ قشيبةٍ حاكتها أنامل المحبّة لدنيا أخرى مختلفةٍ مصوغةٍ من جُمَلٍ وعباراتٍ وكلماتٍ
فيها ما فيها من الجمال الفكريّ والروحيّ ما يجعله أكثر تصالحًا مع ذاته العليا الّتي أخفى تضاريسها ضباب الماديّات
وأكثر قربًا من الآخر مفعمًا بسلامٍ حقيقيٍّ لا يولّده سوى حبٍّ حقيقيٍّ
وإذا كان الطّير كما ذكرتْ شاعرتنا في إحدى قصائدها يردّد ما غنّتْه في الفنن
فكم ليس غريبًا علينا أن نردّد ما قالته من شِعرٍ غلب عليه جمال الصّياغة وسلاسة العبارة وعذوبة القافية ونقاء الفكر ونبل الهدف وألّا نتردّد في التّصفيق لها أيضًا
وقد انتقلت فيه بكفاءةٍ  ملحوظةٍ من الوجدانيّ إلى الوطنّي والصّوفيّ والخاصّ
ولم تترك غرضًا من أغراض الشِّعر إلّا وأحسنت تناوله
وهذا في تقديري هو ما ينبغي أن يكون عليه الشّاعر الحقيقيّ
فلا يسجن نفسه في غرضٍ واحدٍ لا يتعدّاه إلى سواه.
لقد وجدت نفسي وأنا أقرأ مجموعتها الشِّعرية هذه منتصرًا على غربتي بالمشي في شوارع حلب والّلهو في حدائق دمشق وشرب القهوة في أحد مقاهي الّلاذقيّة وإحياء أمسيةٍ شِعريّةٍ في الحسكة
وقد أسرني حنينٌ موجعٌ وشدّني إلى كلّ شبرٍ من أرض الشّام وأنا أتلو لها البيت الّذي تقول فيه :

إلى أرض الشّآمِ  تحنُّ روحي
فيا وجعي وقد طال ابتعادي

وأنا إذ أدعوكم إلى هذه الوليمة الأدبيّة الشّهيّة لا أنسى أن أهنّئ الشّاعرة الصّديقة على براعة الإعداد وحُسن التّقديم وأناقة العرض
متطلّعًا معها إلى غدٍ أفضل وأنقى تكثر فيه ولائم الأدب والفنّ والجمال وينتفي عنه ما يحوّل الحياة إلى جحيمٍ نيرانه لا تنطفئ وديدانه لا تموت
وأظلّ مثلها أتساءل بحرقةٍ ووجعٍ :

متى صوتُ الرّصاصِ يصيرُ حُبًّا
وموّالًا         وأفراحًا      تسيلُ؟

نعم
متى نعود أسوياء أصحّاء نحطّم أسلحة دمارنا وفنائنا ونجلس بجوار أنهارنا وتحت أفياء أشجارنا نغنّي على أعوادنا مبتهجين ونقرأ أشعارنا منتشين
منتظرين المساء لنشترك فيه جميعًا في رقصة حبٍّ نشتهيها طويلةً لا تنتهي.
---
القس جوزيف إيليا
٧ / ٨ / ٢٠٢٣
ليلاس زرزور

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي