حرائق أسئلة :الشاعر محمد الدمشقي أمير الياسمين
حرائق أسئلة
أغزا الضبابُ أصابعي وغزاني
أم أنني أمضي إلى النسيانِ؟
وأسيرُ خلف الوهم مثلَ قصيدةٍ
ترنو إلى حلمٍ بلا شطآنِ
ماذا تغيَّرَ؟ لستُ أدري ما أنا
هل تهتُ بين مراكبِ الأحزانِ؟
أغرقتُ أم أنَّ الحنينَ يشدُّني
نحو السَّرابِ ولا سماءَ تراني؟
أين الحقيقةُ؟... قال ليلٌ ضائعٌ
كيف المواجعُ أغمضتْ أجفاني؟
ما لي أعاتبُ دمعةً لم تنهمر
مع أنها لم تبتكر أشجاني؟
لمْ أوقدِ النيرانَ في صمتِ المدى
فلمَ الأسى صوبَ اللهيبِ رماني
أوقدتُ في هذا الدُّجى تنهيدةً
وسكبتُ في فنجانِهِ هذياني
وظننتُ أني مبحرٌ نحو المنى
وإلى سناها حلَّقتْ ألحاني
ما البحرُ حين صحوتُ من تغريبتي؟
أين اختفتْ بعد النوى ألواني؟
مازلت أبحثُ عن قصيدةِ عودتي
وبراءةِ الغيمِ الذي يغشاني
وأفاوضُ الظلَّ الذي حاصرتُهُ
حين ارتديتُ حقيقتي... فنفاني
وأسائلُ الآمالَ عني بعدما
لم أستجبْ للموجِ إذ ناداني
وركبتُ بوحاً غائماً لأفرَّ من
معنايَ حين وضوحُهُ آذاني
أكسرتُ يوماً قيدَ صمتي عندما
غنَّيتُ فوق حرائقي ودخاني؟
أعبرتُ أسوارَ الجراحِ برقصتي
ووصلتُ حقَّاً نحو برِّ أماني؟
أم أنني ما زلتُ أرمي أحرفي
للنارِ حتى أحرقَتْ أغصاني؟
يا حبُّ أين ذرفتَ أيامي وهل
سيفيضُ نهرُ الشوقِ في وجداني؟
وتضيءُ قافيتي وتزهرُ عَبرتي
وأرى الطريقَ إلى المنى... ويراني
محمد الدمشقي
تعليقات
إرسال تعليق