مطر على الشباك : الشاعر كريم معتوق
مطرٌ على الشُّبّاك
مَطرٌ على الشّبّاكِ أيْقَظها
ومُقْلَتُها انتِظارْ
وغداً ستُشْعلُ شمعَةً أخرَى
ويُطفِئُها النهارْ
وتقولُ يَأتيني غداً يَأتي
ويسبِقُهُ اعْتِذارْ
وأظنُّها قالتْ إلى الشّباكِ كمْ قالتْ
وأتْعَبَها الحِوارْ
2
مَطرٌ على الشّبّاكِ سيِّدَتي
وأخْيِلَتي اشْتِهاءْ
ويمُرُّ وجهُكِ شاحِباً
كالخائِفاتِ الهارِباتِ منَ الظِباءْ
وأنا أراقِبُ لعنَةَ الأيّامِ
لو تأتين لي طيناً وماءْ
فلقدْ تعبْتُ منَ الخَيالِ
وما يُجمِّلُهُ المَساءْ
3
مطَرٌ على الشُّبّاكِ
ها عادَ انتظاري بالشُّموعْ
وأقولُ يُربِكُها الحنينُ
ورَعْشةُ الأشواقِ تنْخُرُ بالضُلوعْ
سأجوعُ ثانيةً
وثالثةً ورابعةً أجوعْ
وأضيِّعُ الدربَ القديمَ إلى الذهابِ وأكْتفي
فيما حفِظْتُ مِنَ الرجوعْ
مطَرٌ على الشّبّاكِ تغسِلُهُ عُيوني بالدُموعْ
4
مطرٌ على الشباكِ سيِّدتي
وترتبكُ الغيومْ
فكأنّما الشبّاكُ من خوفٍ تَيَمَّمَ
للصلاةِ لكي تدومْ
لغةُ انتظاركِ لي على استحياءِ عاشقةٍ
بأنْ آتي فتَنْكِسَرَ الهُمومْ
5
مطرٌ على الشّبّاكِ
لوْ عُدْنا لأيّامِ الدراسَةِ للسنينِ الغائباتْ
ولمَحْتُ وجْهَكِ رائعاً كالمرَّةِ الأولَى
بمقْهَى الطالِباتْ
تتَحَدَّثينَ وتَضْحكينَ تُراقِبينَ مِن البعيدِ
ودونَ أنْ تُبْدي لهُمْ سرَّ ارتِباكِكَ في الحَديثِ
ودونَ سِرِّ الالتِفاتْ
لفتىً يُراقبُها ويكتُبُ
كنتُ أكتبُ كلَّ يومٍ فيكِ أشعاراً
لأقتَرِفَ الحياةْ
تعليقات
إرسال تعليق