PNGHunt-com-2

شعراء الهبلنة : الشاعر د. مهند ع صقور

============ ( شُعراءُ الهَبلَنة )

استَمَعتُ إليهَا صُدفَةً على إحدى قنواتِ الـ ( هشتِكْ بشتِكْ ) التي تَدَّعي أنَّها تَهتَمُّ بِالشّأنِ الثَّقَافِي ( السَّخَافيَّ ) , كانتِ الحُروفُ تتلوّى ألمَاً بينَ شَدقيها , والصُّور المشرقَطَةُ تَتطايَرُ بينَ عِبَارَةٍ وأُخرى , وعَلى تُخومِ بَيتٍ صَدَّعَتهُ زَلازِلُ البَيَانِ , وَعَواصِفُ المَجازِ الأجوفِ تَضربُ مَقطَعَاً بِآخرٍ , أمَّا الحَرَكاتُ فَقَد كَانت تَكسِرُ آخِرَ ضِلعٍ مِنْ ضُلوعِ أبي الأسودِ الدُّؤليّ الذي سيُعَاني عَذَابَ القَبرِ أضعَافَاً مُضَاعَفة . وَاستَمعتُ أيضَاً إلى ( البرنسيسةِ) مُقدِّمَةِ البَرنَامجِ العَتيدَةِ التي أظهَرَتْ لنا وبَعدَ قرونٍ كم كانَ ابن مَالِكَ سَاذَجَاً في ( ألفيتهِ) , وكَم كَان ابنُ منظورٍ أحمَقَاً وتَافِهَا عِندَما خَطّ أوّلَ بابٍ مِن ( لِسَانِهِ الألكَنِ ) , أمَّا جَوقَةُ النُّقَّادِ فَحدِّثْ ولا حَرَج , اصطلاحاتٌ نَقدِيَّةُ بِالجُملَةِ والمَفرَّق , وعِبَاراتُ الإطراءِ تُلقَى يُمنَةً وَيُسرَةً , إنَّها خَنساءُ العَصرِ على حدِّ تَعبيرِ أحدِهم , وَولاّدةُ الشَّرقِ عِندَ آخَرٍ , والنّسخةُ الثَّانِيَةُ لِنَازكِ الملائكةِ بِنظرِ البرنسيسَةِ المُدهِشَة , إنَّهُ الشِّعرُ عِندما يُوضَعُ على طَاوِلَةِ التّشريحِ , وَعِندَما تشدوهُ شَاعِرةُ العَصر . فليَرحمكَ اللهُ أيُّها الشّعر , وليتغَمدكَ بِواسِعِ المَغفِرة , والبقَاءُ لكم نُقَّادنا الأشاوس , والعزاء لكم قرَّاءنا الأعزَّاء

=========== ( هَبلَنَةُ الشّعراء )

أوهَامُ أقزامٍ تَبدّتْ سَافِرة
===================== وَوجُوهُ شُعّارٍ كوالِحُ بَاسِرةْ

وَنعيقُ غُربانٍ بِـ" مَربِدِ" ضَادِنا
==================== وهُراءُ أوباشٍ تُجعجِعُ هَادِرةْ

وغَرائِزٌ حُمّتْ وسَالَ لُعابُها
================ واستَنفَرتْ رَهطَ  الحُروفِ الغَادِرَةْ

والشِّعرُ صَوّحَ زهرُهُ وَاسّاقَطتْ
===================== أورَاقُهُ تَشكو العِدَا مُتناثِرةْ

وَبَكتْ على بَابِ القَوافي صورةٌ
================= سيفَ النّشازِ على المَعاني شَاهِرَةْ

في مَرسَمِ القُبحِ المُتَوّجِ بِالخَنَا
===================== مَزَجوا لَها ألوانَها المُتَنَافِرَةْ

فَبَدَتْ كَغَانِيةٍ تُهلوِسُ تَنتَشي
==================== تُبدِي مَفَاتِنَهَا وتَمشي سَافِرَةْ

مِنْ مَنجمِ الذّلِ المَهينِ تَنَاسَلَتْ
=================  وَتَبَختَرَتْ بَينَ العَروضِ مُسَافِرْةْ

تُلقي عَلى الأسماعِ زَائِفَ بَوحِها
==================== وَتَهبّ تهزو بالنّشَازِ مُفَاخِرَةْ

فإذا بِنيرَانِ الغَريزةِ  أُجِّجَتْ
================== مَا بينَ مَرمرِ جِيدِها والخَاصِرَةْ

وَتَهَافَتَ النّقّادُ يسبقُ نَقْدَهُمْ
==================== شَبَقٌ لِهَاتيك القَوافي النّافِرَةْ

وتَحلّقوا مِنْ حولِها واستَنفَروا
==================== أسمَاعَهم وتَوهّموهَا : شَاعِرَةْ

شِعر ..
د . مُهنَّد ع صقًّور

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي