على جمر الانتظار: الشاعرمحمد الدمشقي

على جمر الانتظار:

ما زلتُ أرتقبُ انبثاقكٓ فانظري
نحوي لأجمعني قُبيلَ تبعثري

وأُعيدَني لمراكبِ الوهمِ التي
فيها جلستِ وإنما لم تبحري

مالي أراكِ وراءَ صمتي دائماً
مثلَ القصيدةِ تعبثينَ بدفتري؟

تتناثرين على سطورِ مواجعي
فأضيءُ مثل مساءِ عشقٍ مقمرِ

وأدندنُ اللحنَ الذي خبَّأتُهُ
بين الدموعِ ولاحَ بين الأسطرِ

وأرتِّبُ النجماتِ حسْبَ صبابتي
علِّي ألامسُ بارتقائي جوهري

أنتِ انتظاراتي التي أجَّلتُها
فإلى متى أشتاقُ حتى تزهري؟

أستمطرُ الأحلامَ من تنهيدةٍ
أم أحلبُ القدرَ العنيدَ لتمطري؟

كوني صدايَ ووجهتيْ وبدايتي
حتامَ أمضي في الطريقِ المقفرِ؟

النارُ في صدري حريقٌ أم أنا
ماءٌ يفيضُ على ضفافِ الأنهرِ؟

هل أنتِ ضوءُ حقيقتي أم أنني
وهمٌ يبيعُ سرابَهُ كي يشتري

مدِّي إلى عطشي سناكِ لأرتدي
عبقي وأنسى غربتي وتقهقري

ذاكَ الضبابُ أنا... ولستُ بعابرٍ
نحوي بلا غبشٍ إذا لم تعبري

السرُّ وجهكِ والطريقةُ نظرةٌ
تحيي سنابلَ لهفةٍ في بيدري

وتعيدُني من بين أكوامِ الأسى
فلقد سئمتُ هشاشتي وتكسُّري.
..

محمد الدمشقي