PNGHunt-com-2

حوار مباشر بين الناقد غازي أحمد ابوطبيخ والشاعرةالسورية ربا مسلم

لمحة من الحوار المباشر،بين الناقد والشاعر..

آفاق نقدية 
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
(سوف ندرج رد الشاعرة ربا مسلم- موضوع الحوار- تحت المطالعة)..
""""""""""""""""""""""""""""""""""
الشاعرة ربا Ruba الفاضلة..تحية الابداع بدءًا..
امّا شروعاً فأود طرح السؤال التالي على من لم يمسّه الافتتان بكل هذا الحسن الشعري  المثخن بالتجربة العامرة بدفائن  الوعي الباطن حتى وإنْ كان ناقدًا..
من هنا أقول: لقد كان سر شاعريتِكِ رائع إعلانك!!..
تعرفين انّ المبدع الحقيقي الاصيل لا يخشى على وقاره الشخصي من التصدع وعياً منه لمعاني الشعرية العميقة ،لذا كان التصريح والتلميح ديدن هذا النص المهم الذي بين ايدينا يتبادلان المواقع  باتجاه تحقيق الفعل الابداعي الناجز ،وليس غريبًا عليك ايتها الطالعة من اضلاع فتى فينيقيا العبقري الجامح ..
انها ذات البيئة التي انجبت الحرف الناطق عن الدخيلة بكل جرأة وإخلاص للشاعرية الاصيلة..
هذه المصداقية ليست جديدة على محلة (قصابين) الشاميةالرائعةالتي نبغ منها الاديب د.علي احمد سعيد( ادونيس)..
وها أنتِ تقولينها :
"كيف اراوغ الشوق،
كيف أراقص حزنا له قامتك؟!،
كيف أبلسم بالحرف جرحا كتبني ،
وما استطعت ان اكتبه يوما "؟!..
*
فأيّ اعلان هذا،
واي نوع من الجراح العاتية التي تختبئ خلف كياسة الوعي النوعي؟!..
هذه المغالبة الهائلة التي تصطرع في صدر المبدعة المشبوبة الحنان والحنين،تبركنت على شكل مركبات جمالية مكتنزة بالنشاط النفساني الحميم..
*
"لا تسألني..
لم انتحب الليل فوق صدري"..
*
عجبا والله!!
فليس الجريحة هي التي تبكي على صدر الليل.. انما الليل هو  الذي يفعل!!..
اية صورة هذه.. وكيف يمكن تخيلها اصلا..
انما من يستطيع ان ينكر هول المشهد..

"لا تسألني..
اين تركت حطامي؟!
فوق سرمدية قبلة
نسيت عمري
دهرًا بين حرائقها!!
أم تحت جناح عناق
له طعم زلزال"!!!..
*
انت تعيدين  بهذا المستوى من التعبير عن المشاعر القصية العميقة كل الاعتبار الى الامل ذاته..
الامل الذي طالما حاوله ومايزال الانسان في كل مكان ،وذلك بالخلاص من عاديّات الافعال التي سرعان ما يتداعى بريقها،
وانتاج مركب انساني خلاق مأمول،لا تتعرض فيه العلائق الى الاهتراء والتداعي،ولا يمسه ذات يوم يباب السأم والضجر والملل..
المطلوب اذن حب لا يمكن ان يتعرض للموات والفناء..
حب مشتعل بالحنين والرغبة التي لا تنطفئ ولا ينفقد في بحبوحته الشغف الحميم..
حب بطعم قبلة سرمدية
وعناق بطعم زلزال!!..

استاذة Ruba Msallam المبدعة ..لقد تنهدت مسامات  قصيدك فعلا..
واحمرت خدود حروفك حقا..
وبهذا يمكن لنا فصل الذائقة الجمالية عن الذائقة الحسية اعتباريا،بغاية تشخيص مستويات الانزياح التعبيري البلاغية الفائقة النجاح والتي تقف من وراء روعة هذا النص النثري البالغ الحيوية..
وقد يبدو للقارئ في اول وهلة ان هذا القصيد خال من الاطروحة او وجهة النظر،انما ستتكشف غائياته بعد القراءة الاولى،خاصة لمن يمتلك العين الثالثة القادرة على الاستبطان .
إن غاية هذا النص المجازي الفاره تلتحف الاستذكار وتوظف التحفيز والتحضير الروحي في محاولة عميقة التاثير لتوفير اعلى مستويات الإقناع،وبالتالي استعادة الشغف الجمالي والحسي والروحي معاً..تجديد الحب الذي يمثل الجذر العميق للفعل المجتمعي الشرعي..ولقد وصل المشروع الى غايته بأفضل واقصر الطرق..
...
السلام عليك مبدعة..
ومن خلالك الى مواطنك العظيم
استاذي ادونيس الباهر..
وزميلي الاستاذ احمد العزيز..
تحياتي..
………………..
نص الشاعرة:
………………..
لا تَسَلْنِي
لِمَ ٱنْتحبَ الّليلُ فوقَ صدري
وبَكَتِ ٱلأحلامُ
وَحْشَةَ ٱلْعُمْرِ بدونِكَ

لا تَسَلْنِي أينَ تَرَكْتَ حُطامي
فوقَ سَرْمَدِيَّةِ قُبْلَةٍ
نسيتُ عُمري دهراً بينَ حَرائقِها
أمْ تحتَ جناحِ عِناقٍ
لَهُ طَعْمُ زلزال

كَاْنَ طَيْفُكَ
يَتَسَلّلُ الى خِدْري
عابِثاً بأغطيةِ صمتي
يضع وردة تحت وسادة قلقي
يربك غرور أنوثتي
تحمر خدود حروفي
وتتنهد مسامات القصيدة
لا تسلني لم بنيت سورا لعزلتي
واعتكفت داخل صدفة
خبأت فيها سرك وعذابي
لا تسلني
كيف أراوغ الشوق
كيف أراقص حزنا له قامتك
كيف أبلسم بالحرف جرحا
كتبني
وما استطعت أن أكتبه يوما
لبريق عينيك
يتأنق الغياب
تتعطر الأمنيات
يجمع الهواء ملامحه
من كل الجهات
وينحني ليلثم الوجنتين
لاتسلني يا حبيبي
هل للحنين مواسم ؟
من شفاه غيمة عاشقة
يهطل المطر

ألشاعرة
ربا مسلم

رد الشاعرة
"""""""""""""""
الأستاذ القدير الذي أكن له كل الاحترام والتقدير غازي أبو طبيخ أولا لا أعرف كيف أشكر قامتك الكبيرة للوقوف عند حرفي المتواضع هذه شهادة أعتز بها وأفتخر بها ووسام يزين صدري لما أكن لك من مكانة وأحترام عظيمين وكل ملاحظة وتوجيه هو غالي عندي وعلى الرأس والعين ثانيا أحب أن أوضح لك أن هذا النص ليس موجه لشخص بعينه فأنا لا أكتب عن تجربة شخصية وليس كل ما اكتبه هو انعكاس لحياتي العاطفية أعتقد أني وصلت الى النضج العاطفي وتجاوزت لمسافة بعيدة هذه الاشكاليات والتخبطات هذا النص هو من بين نصوص كثيرة كتبتها من وحي نصوص أخرى لقامات أدبية معروفة هذا النص شاركت به في مسابقة اسمها نص استفزني ومختصر المسابقة أن عليك أن تختار نصا أعجبك جدا وتكتب من وحيه نصا معارضا له أو ردا عليه فكان هذا النص رد أو معارضة لنص الشاعر والنحات المبدع أحمد زمام وهذا هو نصه الذي استوحيت منه كلمات نصي:

لا تسأليني
لم أدمع السنديان...
........وبكت على كتفي....
.....................زهرة كلمى
*****
لا تسأليني
أيهما كان أقسى..
......هجرك....صدك...
.........أم ليلة حالكة الإزار
*****
كان طيفك ....
.....يزورني.....
.......يعبث بأزرار الورد...
.......يتسلل بين أغصان كرمتي...
.......................يقطف عناقيدي
يتوارى في عمق ذاكرتي...
..................في ليلة قمراء
*****
لا تسأليني
لم سورت ....
.......حدائقي
لا ...
.لاتسأليني ...
....كيف انصهرت في روحي..
.....وكيف لم تنفع شاهقات صخوري
*****
لريام لحظك...
.....يطاول القمر ...
...............عنق الليل
ينقش على كتفك...
...........أصابع اللقاء
يتأبط ظلك ....
..............ويرحل
لايلوي على...
....بعثرة حجارة الزواريب
لاتسأليني...
....هل هطل المطر؟؟؟................
،،،
هذا النص الأكثر من رائع هو الذي ألهمني بكتابة نصي واذا دققت فيه جيدا سترى بكل وضوح أن نصي هو مجرد رد عليه فقط اضفت عليه اسلوبي وكثير من احساسي وكثير من نصوصي اكتبها في مسابقات من وحي صورة او رد على نص اخر أرجو أن تكون فكرة النص قد وصلتكم أستاذي العزيز ثالثا أقدر وأثمن جدا كل كلمة كتبتها لي ومجرد وجودك في صفحتي فخر أستاذي العزيز شكرا كبيرة من كل قلبي وتقبل كل الود والاحترام والامتنان..
،،،
أقول :
أحسنتِ
استاذة ربا..
نحن هنا ياسيدتي  نتحدث عن قدراتك كمبدعة ناضجة على الاستلهام ،والتحويل..
فهناك ما نسميه بالقدرة التحويلية للمبدعين،علمًا أن هذه القدرة تعمل بطريقتين
1-تحويل تجارب الاخرين ..واحداث الحياة  ذاتها ،الى الداخل.. وحين تأخذ الحالة المستلهمة حقها من  الاستيعاب،تبدأ المرحلة الجديدة..
2-تحويل المُستلهَم من منطقة القوة في دخيلة الانسان الى بسيطة التحقق،ورقةً شاشةً مسرحًا،وكل ما يمكنه من استلام رسالة الفنان الى العالم..
حضرتك اذن
-كشخص-في منأى عن حديثنا هنا.. فوقارك شاخص للعيان ،كريم وفاضل ومميز، ولكنك كمبدعة في صميمه العميق بكل تأكيد..
وليس جديدا هذا المفهوم الذي سادرجه ادناه..
… +++…
إنّ استيعاب تجارب الآخرين ،ثم تحويلها بعد الهضم والتمثل ،الى تجارب شخصية ،ابداع حق.. لا ريب ولا شك..
وإنّ استيعاب هذه التجارب ،ثم تفجيرها توسعةً او اضافةً او استبطانًا أو كشفًا أو تشوّفًا،لَهُو الابداع الاكثر عمقا وبهاء..
+++
وعليه فنزاهة وبسالة  من جنابك الكريم هذا الافصاح عن قصيدة الاستاذ العزيز احمد زمام،كمنطلق لنصك موضوع الحوار..
لكنني  برغم ذلك اقول ما يلي:
إنّ ايّ سفر بموازاة نص ابداعي ما، سيكون مواتًا عندما يكون بعيدا عن ماء الحياة النفساني..
وهذا يعني ان تشرّبَ النص الموازي او المعارض بأعماق الروح الابداعي لكاتب النص الجديد،هو ما يجعله ابداعًا بحق..
والا فبعكس ذلك سوف لن يكون إلّا مِسْخًا أو نسخًا في أحسن الاحوال.
هذا يعني ضمنيًّا إنّ تفجير النص القديم من خلال طاقة الكاتب الجديد سيجعل المبادرة كلها مقنعة بل جديدة كليًّا..
هذه الجدة تعني الفرادة والتميز  والتصعيد..
والّا أسالك بالله.. ما فائدتنا من نص مواز لم يفعل غير النسخ.. ولرب نسخ هابط ينزل الى ما لا تحمد عقباه..
حضور الشاعرة ربا الفاضلة:
ألنص الذي أمامنا -واعني  نصك الجديد-كان حضورك  بالغ التجلي، وان منح النص ماء حيويا من روح المبدعة هو ما بلغ به مبالغ التكافؤ.. ولم يكتف بذلك ؟!..
ألنص الجميل الذي عرضته علينا لزميلنا احمد زمام كان اكثر من رائع.. سمتًا.. سياقًا.. احساسًا.. تشكيلٍا ..سلاسةً ..
وبالإجمال،كان نصا غاية باللطف والحميمية..
ولكن كل ما ذكرناه لم يستطع ان يلغي ،اويكفي..
لدينا مصطلح نقدي اسمه (الضرورة)،بمعنى ان اي نص جديد او فكر جديد او اطروحة مقترحة على بساط المداولة ،لاتحمل ضرورتها الابداعية ،واعني جديدها،اضافتها،فلسنا بحاجة اليها..
نخلص من هذا التقديم ،المسهب قليلا.. معذرة..  بمايلي:
نص الزميل الجميل أفقيّ الحسن والتشكيل ،رومانسي النزعة ،ميال الى قراءة المبنى العام للحدث الشعري..
اما نصك،وهنا سر فرادته،وتميزه..بل ونجاته أيضًا فيكمن  في اختياره لمنحى اخر تمامًا.. هذا المنحى يُعنى محوريًّا باستبطان الحدث الشعري ،والغور الى اعماقه القصية النائية،ساعده على فعل ذلك،شجاعة وجرأة المبدعة ذاتها.. فخرجنا بنص مواز نعم.. وشكرا لايضاحك.. ولكنه نص يحمل ضرورته الابداعية بحكم فرادته وخصوصيته التحليلية المقتدرة..
بقيت الاشارة الجديرة الى جمال وروعة لغتيكما   مع غلبة تحليليه لصالح الجديد وغلبة تصويرية لصالح القديم،ولكل بحسب توجهه وطبيعة اختياره..
أمّا كيف يمكن ان يكتب المبدع عن تجارب الآخرين ،وكانه عاشها-وهذا مهم جدًّا-بل لأنه عاشها فعليًّا انحيازًا.. واستيعابًا وتفاعلًا.. هضمًا وتمثّلًا..
و'على قدر اهل العزم"بالتأكيد..
وساضرب لك مثلا على شيخ عبر الستين من العمر الان.. واعني..  غازي ابو طبيخ..
هل يكتب هذا العجوز حين يكتب بعمر الستين ؟!
كلّا طبعًا،فالروح لا تشيخ أبدًا.. حتى لأكاد أعلن على الملأ.. انها تضطرم بالحيوية والشباب كلما تقادم العمر اكثر!!.. واكرر ..تضطرم..
اما الجسد فعربة ضالة لا يصح ابدًا ان يسمح المبدع من  كل فن وجنس وطراز ،ان تفرض عليه كلاكلها الثقيلة الآيلة..
يقول مواطنك العظيم أدونيس ما نصه:
(لو أنني اعرف كالشاعر ان أدجّن الغرابة..
سوّيْتُ كلّ حجر سحابة.. )
                           ادونيس
+++
ختامًا تفضلي بقبول خالص تقديري استاذه ربا مسلم الموقره.. والسلام..
،،،
مسك الختام:

أستاذي العزيز غمرتني بلطفك الكبير وبوقتك الثمين الذي منحتني اياه ولا أعرف كيف أشكرك انا وضعت نص زميلي المبدع احمد زمام للايضاح ان نصي من وحي نصه وأشكر الله أن الفكرة وصلت وهناك نص آخر من وحي نص المبدع محمد الدمشقي كتبته أيضا وسأعرضه عليكم قريبا ،أشكرك من كل قلبي لسعة صدرك وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم الذي هو محل تقدير كبير عندي تقبل أستاذي القدير محبتي ومودتي واحترامي الكبير لشخصكم الرفيع…

              غازي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي