جل الذي من فضله أعطاكا : رثاء الشاعرمحمدياسين ابراهيم بوالده

(جلَّ الذي مِنْ فضلِهِ أعطاكَا)

ياليتَ أنّي لم أَعِشْ لأَرَاكَا
طيَّ التّرابِ وما جُعِلتُ فِدَاكَا

يا آخذاً صوتي وكلَّ فصاحتي
ماذا تَركْتَ وقد قَضيتُ مَعاكَا؟

أنا ما رجعتُ وما تطيقُ يراعتي
أنْ تنظمَ الأشعارَ دونَ ثَناكَا

والدَّارُ بعدَكَ كالسّرابِ وإنّني
أحتاجُ في فهمِ السّرابِ دُعاكَا

وتجلُّدي ما كانَ إلا مِيزَةً
منكَ استقيتُ وما انتهى سُقياكَا

فأنا المحاصرُ بالغيابِ ومؤنسي
ما تحملُ الأيّامُ من دِكراكَا

يا سيّدي الياسينُ كم من قائلٍ
جلَّ الذي من فضلِهِ أَعطاكَا؟!

لازلتَ نجماً ساطعاً يا والدي
من غيرِ موتٍ عندما أغشاكَا

ويلومُني مَنْ لم يصدِّقْ ما أَرى
يا صاحبي : عينايَ لا عيناكَا!

دع عنكَ لومي فالسّهامُ تنوشُني
بثلاثةٍ أدمَتْ ولم يُصَبْ جَفناكَا

والقادماتُ أظنُّها قد جهَّزَتْ
ما لا يطاقُ وبعدُ بعدُ هُناكَا

يا سيّدي يا والدي يا قدوتي
لا شكَّ أنّي لم أكنْ لولاكَا

أنتَ الذي قَمَّطتَني بقصيدةٍ
ولَقَيتَني في البحرِِ كي أَلقاكَا

وجعلتَ منّي شاعراً لا يرتوي
من وصفِ حسنِكَ أو طويلِ رِثاكَا

فالمالُ يذهَبُ والعطايا تنتهي
والذُّكرُ يبقى والمهمُّ رِضاكَا

واللهُ حسبي والصّلاةُ على النّبي
والآلِ والأصحابِ زادِ تُقاكَا
     محمد ياسين ابراهيم