PNGHunt-com-2

كليشي محروق :الشاعرةالمغربية نبيلة الوزاني

#كْلِيشِي_مَحرُوقْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العالَمُ بِخيْرٍ
مُدنُ الفَحمِ تَزدادُ رَماداً
المَكاحلُ
خَاصَمتْها العُيونُ
الضَّبابُ
يُكسِّرُ الضَّوءَ
النَّهارُ
يَرتَطمُ بِهذا الجِدارِ وذَاكَ
كُلُّ شَيءٍ في العَالَمِ بِخيْرٍ
السّعادَةُ أَيضاً بِخَيرٍ
كَــ  مِيلُودْيا تَجترُّ حُزنَها ..
-
مُرهَقٌ أَيُّها  العَجوزُ
أَلَا تَرْفعْ عُكَّازتَكَ
لِتُلوِّحَ بِوداعٍ يَليقُ بِهذَا الدَّمارِ ؟
هَا أَنتَ تَتْبعُ تَاريخَكَ
رَقْماً رَقْماً
حَجَراً حَجَراً
ونَحنُ نَتكاثَرُ
خَيبةً خَيْبةً
بَصَقْتَ شَرارتَكَ
فَتلغَّمَتِ الأَرضُ بِالخَرابْ ..
-
مُتعَبٌ أَيُّها العامُ
حَمَلتَ أَثقالَ العَالمِ علَى كَتِفَيْكَ
ولَمْ تُسْقِطْ عَنكَ هُمومَ الإِنْسانِ
وَ أَوْهامَ الذِينَ راهَنُوا
علَى عَوْلمَةِ الغَدْ ..
-
مُتْعِبٌ أَيُّها العامُ
تَحمّلْناكَ
وأَنتَ تَسكُبُ
الكآبةَ فِي الأَشْياءِ الجميلَةِ
وَأنْتَ تُكدِّسُ
الأَنْقاضَ علَى رُؤُوسِنا
وَأَنتَ تُغْرقُنا
في طُوفَانِ المُدنِ
وأَنْتَ تُكافِئُ الأَرضَ
بِحُروبٍ
فَجَّرَتْها لُوبِيَّاتٌ النّارْ ..
-
علَى حَافّةِ كُلِّ سَنةٍ
نَنتَظِرُ المُسافرَ
يُراوِغُنا  بِمُهِمّةٍ مُسْتحِيلَةٍ
نَنتَظرُهُ ولَكنْ
جَاءتْ "مَواعِيدُ عُرْقُوبْ"*
دُونَ وُعودٍ
دُونَ حَقيبةٍ
والمِفتاحُ غِيابْ ..
-
هَا نَحنُ
نَعبُركَ أَيُّها العامُ
لِنَقرَأَ خَيْباتِنا على سرائرِنا
البَيضاءِ
نعبُركَ
ونَحنُ نُقشِّرُ الصَّوتَ
مِنْ مَعْمَعةِ الصَّمتِ
وَنَتمَرّغُ في فَشلِنا
نَعبُركَ والطّريقُ
دُخَانْ ..
-
العَوْلَمةُ قَلقةٌ جِدّاً
علَى مُخطّطاتِها المُتغوِّلةِ جِدّاً
يَأتِي عامٌ ويَمضِي آخَرُ
والأَرضُ تَتكوّرُ
في سَوادِها أَكثرَ
تَتقلّصُ الأَلْوانُ
في خَرائطِ غُوغلْ
فَكيفَ نَنتزِعُ مِساحةً بِحجْمِ
وَطنْ؟..
/
أَيُّها العالَمُ
متَى تَضحَكُ في عَيْنيَكَ
الأَحلامُ؟
أَيُّها العامُ الآتِي
مِنْ رَحمِ الذِي مَضى
لا تَكُنْ
لِسِيجارِ المَوتِ
عُودَ ثِقابْ .

،،،
#نبيلة_الوزّاني  /  #المغرب

28 / 12 2023

* مواعيدُ عُرقوب :

عُرقوب هو رجلٌ من العَماليق جاءه أخٌ يطلب منه أن يُعينه في حاجته، فقال له عرقوب: إذا أطْلَعَتْ هذه النّخلةُ فلَكَ طَلْعُها (الطّلع )هو الغَريض وهو أوّل ما يُرى من عِذْق النّخلة).
فلمّا أطلَعَتْ أتاه أخوه، فقال له: دعها حتّى تصير بَلَحاً. فلمّا أبْلَحَتْ قال: دعْها حتّى تصير زَهْواً (الزّهو) هو التلوّن بالحُمرة والصُّفرة). فلمّا أزْهَتْ قال: دعْها حتّى تصير رُطباً. فلمّا صارت رطباً، قال: دعْها حتّى تصير تَمْراً، فلما أتمَرتْ جاء إليها عُرقوب في الليل فجذّها، ولم يُعطِ أخاه شيئاً، فصار مَثلاً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي