معبودة بحجم إله ...! للأديب عبد العزيز برعود
معبودة بحجم إله..!
في مساء موحش كوحشة عانس
على قارعة الأربعين،،
سمعت صوتك العابق
بهديل السنين،
وأنفاسك الثائرة بداخلي
كبركان هائج
أنفاسك المنثورة على الضفاف كالبلور ...!!
من يسمعك أيتها العالية
إذا حان وقت الصمت
إذا خيم ليل السكون؟!
من ينتزع منك البسمة التي تذيب جبل الغيم
ذاك الذي يتربع في بؤرة القلب...!!
عندما استدار الكون كنت هنا،،
منذ بدء الخليقة
شفافة كالبياض، يافعة الروح
لك يدين ثلجيتين من مد البحر
وجيد سامق يعانق عنان السماء
وذاكرة تتورد في مرافئ الأحزان
عيناك منارتان بحريتان
يشع من زجاجهما الأزرق
وميض الشوق والاغتراب
يستهدي بصداهما القزحي
الربابنة الحالمون..
ووجهك المستدير قمرا باكيا
يرعف منه الضوء
تتمازج فيه الرؤى..
أي خدش فيه كانجراح في الرخام...!!
تنفرج أساريرك غبطة وإشراقا
وعند نبع الضحكة البكر
تزهر حدائق السوسن البري
وتذب في أوصال النهر رجفة
تهبه الإحساس بالوجود...!!
صفصافة أنت ...
أشرعت برها للعواصف
يخاصر عشقك قيضي
لقدميك المرصعتين بالنجوم
بهجة القدوم
فرحة الأزهار بالربيع..
لجبينك المطرز بوشم البدايات
مهد النبوءات
لشعرك المنسدل على أشرعة الريح،
جموح الأحصنة.. أجنحة البوراق
هفيف الفراشات وهي تلامس الضوء
ومن كفيك النديتين يسطع وهج الخصوبة.
أحبك بتنوع الفصول،
وأعاقر عشقك في حانات
تستبيحها ريح الصبابة
أخاف جلالة الأشياء فيك:
سماع موسيقى صوتك المرتعش
ذاك الناي الباكي على غروبك،
أيتها الشمس..
صوتك الذي تزدهي فيه العنادل
تنتشي في نبره العصافير
خمرة عطرك الخرافي
وهي تمخرني في عباب الوجد
تخلق زوبعة في الأنفاس..!
تراتيل خطوك المحفوف
بهالات القلق
صمتك المطبق
المدجج بصهيل الرهبة
برجك العاجي
المتنبىء بالتكهنات
دلالك أيتها القاسية الوقع
قلقك الممتد من براري الشك
إلى أعياد اليقين ...!!
أناملك الرقيقة التي خطت حروف الهجاء
رفرفت عليها آيات محكمات..
رموشك المرتبة بجلال إلاهي
كأخواص سعف
شفاهك المرصوصة بعناية
كالبرعم إذا تفتح،
منه انقشع شهد الكلام...!!
ابنوستا ساقيك المخروطتين من رخام
خصرك الوثني، وفوضاه الخلاقة
حذاؤك وكعبه العالي
نظراتك المشتعلة باشتعال الرغبة
صلواتك في الفجر وابتهالاتك بالسكينة
هواجسك المستعدة
كعلبة ثقاب
قناديل البحر وهي تحرس نعاسك
كي لا يستفيق...!!
أحبك
وأستريح في تعبك
أحبك..
أستحيل جسدا يطير
في عراء المدى
تسيجني الدهشة عند حضورك الطاغي بالسر
ومن وجع القصيدة تطلعين
أغنية بحلم الثوار
نشيدا بطعم الملح الذي يستوطن
في الجرح.. !!
تعليقات
إرسال تعليق