الورد في الأكفان :الشاعر ناظم الصرخي
الوردُ في الأكفان
مات الضميــــــرُ وصُمــــــــــتِ الآذانُ
بالرملِ أخفى رأسَهُ الإنســـــــانُ
كيلٌ بمكياليـــــنِ أرخـــــــــــى سُدْلَــــــهُ
وتناهبتْ قيَمَ الوجودِ سِنــــــانُ
ليَمــــــــرّ صـــكٌ للمجــــــــازرِ نابــــــضٌ
بالحقدِ، لم يُخمدْ لهُ بركـــــــــــانُ
جعلوا التـــــرابَ هويــــــــةً لرضيعِنــــا
والشيخَ خضّبَ وجههُ الهَطْلانُ
دمهم عبـيـــــطٌ سَرّ من فقـــــد المرو
ءةَ والشهامةَ غرَّهُ الشيـطــــــانُ
لفّ الأنينُ جسومَهــــــمْ تحتَ الثـــرى
قُبِرتْ أماني الطفلِ والحسبانُ
عَلَنًا صدى الأفـــــــواهِ يَمخرُ بحرَهـــــا
ولسانُ يعربَ زمّهُ الخُـــــــــذلانُ
بانت حروفُ المُدّعيـــــــــــنَ ركـــاكـــــةً
في ثوبِ ذُلٍ حاكهُ البهتـــــــــانُ
وتساقطتْ فوضى الشّموعِ بومضةٍ
للشّمسِ فاحتارتْ بها الأذهـانُ
ويلٌ لأوغـــــــــادٍ تمــــــــادوا خِسَّـــــــــةً
في غيِّهمْ وتقاعسَ الإخـــــــوانُ
متشابهيــــــن، نخاســـــــةٌ تحـــدو بهم
متواطئيـــــــــن تَحفُهـــــــم أوثانُ
يتفرجون على الجحيــــــــمِ وهـــولِــــهِ
والنارِ كيفَ يشبُّها الطغيــــــــانُ
جحضتْ عيونُ المُرْجَفيــــنَ إذْ انبرتْ
عَنقــــــاءُ غــــــزّةَ جُلّها نيـــــــــرانُ
نفضت رَمَادَ القســــرِ عن أذيالِــــــــها
وتعاظمتْ يحــــــــدو بها شبّــانُ
حملوا سنــــاءَ اللهِ بينَ كفــــــــوفِــــهم
في المقلتينِ تباشرتْ أوطـــانُ
سيروا فدربُ الأكرمِيـــــــــــــــنَ محجةٌ
وتضوّعتْ بأريجِهِ الأديــــــــــــانُ
لا تنطـــــروا من ميــــــتٍ إنصافَكـــــم
مات الضميرُ وجفّتْ الأزمـــــانُ
تعليقات
إرسال تعليق