PNGHunt-com-2

الشاعر علي أبو ضحىء الجعفري ورؤية الناقد غازي الموسوي بأسلوبه ونص الشاعرالذي نفي من سوق عكاظ

علي.ابو.ضحئ الجعفري..
كلية الفنون الجميلة،
تربوي وشاعر ومسرحي مدرسي،  واسط/العراق..
،،،
بدءًا
يقدم الشاعر لنصه بالعبارة التالية،وكأني به يضع نصب العين لافتة إحتجاج او إلماحة تأويلية كمدخل على فعله الإبداعي تعبيراً عن غربته الوجودية والجغرافية معاً،وبالتالي غربة الشاعر عموماً قائلاً:
(هذا اخر نص كتبه
الشاعر الذي نُفِيَ
من سوقِ الشعراء المصابين بالأرق)!!..
نص الشاعر:
""''''''''''''''''''''''''''''
من سوق الشعراء المصابين بالارق
نُفِيَ الشاعرُ
ليهرم قرب  داره المستأجرة
ومعه كتاب
عن الحكمة والشجاعة!!..
مرّ
بحانوت الصيرفة
فصدمته موجة
وهكذا اكتمل المحاق
فكان مقطع جميل
للهبوط
وليس لديه انفاس
فائضة
لينسخ ظله
بالوان مبهجة
فالفصل
المقبل
على دراجة نارية
يخطط لاقتحام
بابه الملاصق للروح

الغياب يتمثل
للمغنين
هذا يعني احتضاري
علق الشاعر..
وهكذا
تساقطت
ملامح النهار
ليكتمل وجهي
يقول الشاعر
المحنط
في باحة القصر الترابية
ماذا سيكون النصر
هل هو
أقحوان ام قفزة
في محفل
القصاصين
وتذوق  افيالهم الزرقاء
هذا ماكنت أريده
لكن
الماء الاسن تدارك لساني
وعلقت
على خوازيق الباعة الجوالين
اترنم بخطاب
الجوع وفروعه
المدمجة

الشاعر
هاهو يسترجع اشباحه
المغنية
ويستاجر
بيتا
امام سوق الشعراء المصابين بالارق
ويدخل اليهم
بصليب
بدلا
من عموده الفقري
أما
الامنية فامتصها
ليكون
خفاشاً   هزيلاً
يتوعد السيول
""""""""''''''''''"""""""""""""""""""""""
ألشاعر المنفي
هوية مبكّرة شاء تقديمها الجعفري كمصباح دلالة على جميع محاور النص..خاصة وشاعرنا
مسكون بمنجز رواد النص النثري العالمي والعربي والعراقي على وجه الخصوص،
وهو لايخفي انحيازه لخواتيم فعاليات التحديث الشعري المتمثلة ب(قصيدة النثر)(النثر الفني المركز)(النثر الشعري)( الشعرالمنثور )،حيث تعددت التسميات بحسب قناعة كل أديب او باحث في هذا الشأن،رغم ان انسي الحاج وأدونيس يؤكدان اختلاف قصيدة النثر عن النثر الشعري،باعتبار أن الأولى تعتمد التكثيف الشفيف،وهذا التبيان يتصل بتعريف سوزان برنارد المعروف لقصيدة النثر ،في حين يأخذ النثر الشعري منحى الإطالة والتفصيل الذي يتضمن الشروحات والتوصيف.
ويظهر أن قصيدة النثر في العراق، وإن بدأت منذ الستينيات، فإن جذورها تعود إلى سنة 1920 مع الأديب والصحافي روفائيل بطي الذي طبع مجموعته الشعرية الأولى عام 1925،والشاعر مراد ميخائيل الذي افتتن بقصائده النثرية معروف الرصافي في مجلة «الحرية»، وقد نشر أول قصيدة بعنوان «عبادة الحب» في مجلة «الصباح» سنة 1924. وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر الزهاوي كان يفضل كتابة النثر الفني بدون أن يطلق عليه شعرا منثورا، وصولا إلى الشاعر حسين مردان الذي يعد من أهم شعراء قصيدة النثر، حيث لم يجرؤ على تسمية ما كان يكتبه من قصائد بقصيدة النثر، بل كان ينعتها بـ«النثر المركز».
أما في الستينيات، فقد ارتبطت بجماعة كركوك وتضم كلا من «صلاح فائق وسركون بولص وفاضل العزاوي وغيرهم. كما ارتبطت بمجلة «الكلمة» التي دعمت هذا النمط الشعري الجديد، وأعدت ملفات خاصة حولها، وإن كان لقصيدة «التفعيلة» هيمنة خاصة في الأربعينيات من القرن الماضي، فإن فاضل العزاوي (1940) خلال الستينيات، ومجايليه من الشعراء، فضلوا أن يتوجهوا إلى كتابة «قصيدة النثر» حيث «كتب قصيدته الشهيرة «المجوس في الصحراء» (1963) على ورق السجائر في معتقله هناك في كركوك، وبعدها أصدر «البيان الشعري» مارس/آذار 1969».
بعدها ومن هذا المنطلق بالذات وجد آخرون سبلاً أخرى تجمع بين الحالين ،كونهم يرفضون اي نوع من انواع التقنين، "وأهم سمة عمد إليها هذا النمط الشعري الحداثي؛ هي «التجريب» الذي جعل الشكل يتخلق في المضمون والمضمون يتخلق في الشكل بلا مسافة فاصلة بينهما مثلما يكون الكائن الحي؛ سواء على مستوى اللغة أو البناء أو الدلالة".وهو أمر يمنح الشاعر مساحة واسعة لاستيعاب شتى الانواع الأدبية في ذات النص،كما هي الحال مع الشاعر الجعفري ،انطلاقاً من كونه مسرحيًّا أصلاً،لذا فقد وظف روح الدراما توظيفاً ضمنياً بحيث لا ينعكس توظيفه على شعرية النص..
هذه الثيمة بحسب تقديري هي أهم السمات التي طبعت هذا النص..
حتى أنه صنع لنا حوارية ضمنية دفينة أبرز عناصر الخطاب والخلق فيها هو الشاعر ذاته..
ونحن جميعاً ندرك ان إحساس الشاعر بالغربة وكل اديب وفنان في كل العالم يكاد يكون سمة مطبقة..فكيف ونحن في واقع كل مافيه يبعث على الإرتياب..
         تقديري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي